كانَ يتمّ ارتداء الخواتِم عبرَ التّاريخ في أصابع مُختلِفة، وفي كلتا اليدَين، وبشكلٍ عشوائيّ، أو وفقاً للتّقاليد والحكايات التّاريخيّة، فقد تمَّ نسب ارتداء خاتم الزّواج في اليد اليُسرى إلى الرّومان، وكانَ السّبب في ذَلِك اعتقادهم بأنَّ أحد الأوردة الّتي تصِلُ مُباشرةً إلى القلب تمُرُّ من إصبعٍ في اليد اليُسرى. ومع تقدُّم الوقت وتطوُّر الزّمان استمرَّت هذهِ العادة وانتشرت في جميع أنحاء العالم، مع اختلاف قيمة الخاتم والمواد التي صُنعَ مِنها، فهُنالِكَ خواتمٌ من الفضّة، والذّهب، والألماس.
ويتمّ ارتداء خاتم الزّواج أو الخطبة في مُعظم الدّول والثّقافات كعلامةٍ تدُلُّ على ارتباط الرّجل والمرأة، وقد يختلف مكان ارتداء الخاتم تبعاً لاختلاف الثّقافات، ويوضعُ خاتم الخطبة في الشّرق الأوسط في اليد اليُمنى لكلا المخطوبَين، أمّا عند الزّواج فيتمّ ارتداء الخاتم في اليد اليُسرى. وللخاتم ومكان ارتداءه قيمة مُنذُ القِدم، ولهُ تاريخٌ وأسباب.
فكرة ارتداء خاتم الزواج والخطبة عبر التّاريخيُنفِقُ النّاس حول العالم الكثير من النّقود لِشراء خاتم الزّواج، وهوَ أمرٌ مُتعارفٌ عليهِ مُنذُ الأزل، لكن لا يستطيع أحدٌ الجزم بلحظة بدء هذا التّقليد، ويعتقد البعض أنَّ أقدم سجلّات لتداول الخواتِم تعودُ إلى مصر القديمة قبلَ حوالي أربعة آلاف وثمانمئة سنة، حيث تمَّ استخدام نباتات السّعادى، والقصب، والبردى التي كانت تنمو جنباً إلى جنب في صُنع الخواتِم والاكسسوارات، وذلك عن طريق لفِّها وتصنيعِها بأشكالٍ مُختلِفة.
وكانت الدّائِرة تُعدُّ رمزاً للخلود، لعدم وجود بداية أو نهاية لها، ليس فقط عند المصريّين بل عند العديد من الثّقافات القديمة الأخرى، والثُقب في مُنتصف الدّائرة كانَ لهُ أهميّةٌ أيضاً، إذ اعتُبِر بوّابةً تقودُ إلى أشياءَ معروفة وغير معروفة، فبتقديم الرّجل الخاتم للمرأة، يقدّم لها حُبّاً خالِداً وأبديّاً ليسَ لهُ نهاية، أمّا المواد التّي تمَّ صُنع الخواتم مِنها ففي البداية لم تَدُم إلى الأبد، لِذلِكَ استبدلوها بالجلد، والعظم، والعاج، وَكُلّما كانَ الخاتم باهظ الثّمن كانَ الحُبّ أكبر، وتدلّ قيمةُ الخاتم على الحالة الماديّة للرّجُل.
ومع الوقت اعتمدَ الرّومان هذا التّقليد، لَكِن مع لمستِهم الخاصّة، فبدلاً مِن تقديم الخاتم للمرأة كرمزٍ للحُبّ والمودّة، قاموا بتقديمهِ كرمز للمُلكيّة، وتمَّ صُنع الخواتِم الرّومانيّة في ما بعد مِن الحديد، لترمز إلى القوّة و الدّيمومة، ويُقالُ أيضاً أنّهُم هُم أوّلُ من قاموا بالنّقش عليها. كما قامَ المسيحيّونَ باستخدام خواتِم مُزخرفة ومُزيّنة بِشَكلٍ كبير في مراسِم الزّواج عام 860.
المقالات المتعلقة بأين يلبس الخاتم للرجال