أين يقع قصر الحمراء

حفل التاريخ العربي والإسلامي بقيام الكثير من الدّول والممالك عبر الزمن، ومن أكثر الممالك شُهرةً عبر التاريخ هي مملكة غرناطة، وهي تلك المملكة المندثرة في الماضي والتي تعد اليوم من إحدى أهم المدن الموجودة في إسبانيا.

وقد قامت مملكة غرناطة العريقة في الفترة الممتدّة بين العامين 1233 إلى 1492 ، وكان ذلك بعد انتهاء معركة العقاب والتي كانت نتيجتها سقوط دولة الموحدين وقيام مملكة غرناطة التي تأسّست على يد ابن الأحمر، وكان دخول غبن الأحمر لمملكة غرناطة بناءً على طلب أهل غرناطة بعد وفاة ابن هود الذي كان حاكماً لها في ذلك الوقت، لكن دخوله إلى تلك المملكة لم يكن بالأمر السهل إذ أضطر إلى مواجهة الإسبان والإصطدام معهم، لكنه وجد نفسه في ما بعد مجبراً على تأدية الجزية لهم شأنه شأن باقي زعماء الأندلس، وذلك حفاظاً على مملكة غرناطة، وبقيت مملكة غرناطة مزدهرة إلى أن سقطت بيد فرناندو الثاني عام 1492.

ومن أبرز وأهم وأشهر المعالم التي خلفتها لنا تلك المملكة العريقة هو قصر الحمراء، والذي يعد من أهم القصور التاريخية كما يعد أيضاً حصناً أثرياً بالغ الأهمية، وشيد هذا القصر على يد الملك المسلم أبو عبدالله محمد الأول محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر بن الأحمر، وكان ذلك في الفترة الممتدة بين عامي 1238 إلى 1273 ، أي في النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، في مملكة غرناطة، ويعتبر هذا المعلم من أهم المعالم الإسبانية في البلاد، إذ يرفده الكثير من السياح حول العالم، ويقع هذا القصر في الجهة الجنوبية من مدينة مدريد.

أما بالنسبة لتسمية قصر الحمراء بهذا الإسم فإنها تشكّل جدلاً كبيراً، فهناك من يقول أنه سمي بهذا الاسم نسبةً إلى بنو الأحمر وهم بنو نصر الذين حكموا مملكة غرناطة آنذاك، وهناك من يعتقد أنّ سبب التسمية بهذا الاسم هو التربة ذات اللون الأحمر والتي تميّز تلك المنطقة التي تم تشييد القصر عليها عن غيرها من المناطق، كما أنّ هنالك من يقول بأنّ سبب التسمية يرجع إلى القلاع المجاورة لقصر الحمراء والتي كانت تسمّى في ما مضى المدينة الحمراء.

ويمتاز قصر الحمراء في بناءه بوضوح سمات فن العمارة الإسلامية فيه، وكان ذلك واضحاً بشكل كبير في عمل تنظيمات هندسية باستخدام العناصر الزخرفية الرقيقة، مثل الزخارف المستخدمة في السجاد الموجود داخل القصر، وكذلك الأمر بالنسبة للكتابات الموجودة على جدران القصر مثل الآيات القرآنية والأدعية وبعض الأوصاف والمدائح التي نظمها الشعراء مثل ابن زمرك، والمكتوبة بطريقة إبداعية على جدران القصر والتي تكسوها زخارف من الجص الملون، كما كانت تكسوها من الأسفل بلاطات القيشاني بألوانها البديعة ونقوشها الهندسية، لذا يعد هذا القصر ضمن كنوز إسبانيا الإثنى عشر.