يمتلك الإنسان القدرة على الحركة والسير بشكل متوازن ودقيق، إلّا أنّه قد يسقط في بعض الأحيان نتيجةً لحدوث خلل مؤقّت في توازن الجسم، كما يعاني بعض الأشخاص من مشاكل تمنعهم من التوازن بشكل سليم أثناء الحركة، وتسبب لهم الشعور بالدوار والسقوط على الأرض في كثير من الأحيان، وفي جسم الإنسان نظام توازن يعمل بشكل مستمرّ لتحديد موقع جسم الإنسان وحركته، وهو المسؤول عن ردّ الفعل المناسب على اختلال التوازن للجسم، ويعتمد حفظ توازن الجسم على التنسيق في العمل بين ثلاثة أجزاء رئيسيّة في الجسم وهي الأذن الداخليّة، والعين، والجهاز الحسيّ العضليّ، وينسّق جهاز التوازن الموجود في المخيخ عمل هذه الأجهزة مجتمعةً للحفاظ على توازن الجسم.[١] ويُعتبر فقدان التوازن المستمر لدى البشر هو أحد الأمراض الخطيرة، وقد تؤدّي إلى مشاكل صحية كثيرة نتيجة السقوط المستمر في أماكن مختلفة.[٢]
دور الأذن الداخليةتتكوّن الأذن الداخليّة من سلسلة من القنوات تُسمّى القنوات الهلاليّة، وتتضمّن هذه السلسلة ثلاث حلقات مرتبطة معاً، وتعمل بشكل رئيسيّ على حفظ اتزان الجسم، فعندما يتحرك الجسم يتحرك الرأس معه مسبباً اهتزازات خفيفة، وتساعد هذه الاهتزازات السائل الموجود في القنوات الهلاليّة على الحركة منتجاً بذلك نبضات كهربائيّة تتوجّه إلى العصب المسؤول عن الاتزان في المخيخ، والذي يتّصل بالعصب المسؤول عن السمع، ليتحدا ويكوّنا العصب الثامن في منطقة المخيخ، وتنبّه هذه النبضات المخيخ بحدوث خلل في توازن الجسم نتيجة تحرّك الجسم أو الرأس بشكل خاطئ، وأي نقص في كميّة السائل في القنوات الهلاليّة يتسبّب بحدوث خلل في توازن الجسم.[١]
دور المخيخالمخيخ هو جزء صغير من الدماغ ولا تتعدى كتلته 142غم،[٣] ويلتقي بالعمود الفقري والنخاع الشوكي، والمخيخ بمثابة مركز الحركة والسيطرة على التوازن في جسم الإنسان، وتتخصّص بعض فصوص المخيخ الصغيرة باستقبال الإشارات القادمة من الأذن الداخليّة، ويعمل بشكل رئيسيّ على حفظ التوازن بين الجسم والأذن الداخليّة من خلال تحديد وضع الرأس بالنسبة للجسم، ووضع الرأس بالنسبة للأرض، كما ينسّق مع الجهاز الحسيّ العصبيّ والعضلات، بهدف توفير القوة العضليّة اللازمة للمحافظة على اتزان الجسم.[١]
دور العضلاتتتطلّب حركة الجسم والمشي عمل الكثير من العضلات بشكل متزامن ومتناسق، فلا يتطلب خطو خطوة إلى الأمام أو إلى الخلف تحريك عضلات الأرجل والحوض فقط، بل تساهم عضلات الظهر والبطن والأكتاف والصدر في إحداث هذه الخطوة عن طريق تحرّك عضلاتها معاً بشكل متناغم ومنسجم.[٤] ولإعطاء ردة فعل للجسم حين حدوث اختلال بالتوازن يرسل المخيخ الأوامر لهذه العضلات لتحديد نوع الحركة والقوة اللازمة لإحداثها، كما يرسل أوامره للأوتار بالارتخاء أو الشدّ لتسهيل حركة العضلات المتّصلة بها، وهنا تظهر أهمية اتّجاه حركة الرأس بالنسبة لباقي عضلات الجسم للمحافظة على التوازن المناسب أثناء الحركة والتنقل.[١]
أجزاء الأذنالأذن هي أحد الأجزاء المهمّة في جسم الإنسان، وهي المسؤولة عن تلقي الأصوات الخارجيّة ونقلها للدماغ، كما ترسل إشارات للدماغ عن اتزان الجسم، وتتكّون الأذن من قنوات وهياكل اهتزاز وأعصاب وأغشية، وتستطيع الأذن سماع ترددات معيّنة فقط من 20 هرتز إلى 20 ألف هيرتز ولا يمكنها سماع أقل من ذلك وأعلى من ذلك.[٥] وتتكوّن الأذن من الأجزاء الآتية:[٦]
جهاز التوازن في جسم الإنسان والذي يتكوّن بشكل رئيسي من الأذن الداخليّة والدماغ هو مسؤول عن توازن الجسم وحركة العيون، وتحدث الاضطرابات في هذا الجهاز نتيجة المرض، أو زيادة عمر الإنسان، أو التعرّض لكدمة ما. ويشعر المصاب باختلال التوازن بالدوخة المستمرّة، وحالات من فقدان القدرة على الوقوف بشكل مفاجئ، والشعور بتشويش في العيون، وتتفاوت الأعراض المرضيّة التي تصيب الأذن الداخلية، فهي قد تصيب الإنسان بحالة من عدم التركيز الكلّي، والكسل، وعدم الانتباه، وصعوبات التعلّم، وتأتي كل هذه المشاكل نتيجة شعور الشخص بأنه يدور حول نفسه رغم وقوفه وعدم حركته، وقد يشعر المصاب بحالة من الانزعاج وعدم التوازن في المناطق الصاخبة، ويمكن تشخيص هذا المرض من خلال بعض الفحوصات المهمّة، مثل تخطيط كهربائيّة الرأرأة، وتخطيط الوضعيّة الحركيّة بالحاسوب، وقياس السمع، وفحص كهرباء القوقعة، والرنين المغناطيسيّ، ويكون علاج الأمراض المتعلقة بالتوازن بتدريبات إعادة التأهيل والأنظمة الغذائيّة ووصفات الأدويّة، ومن الممكن أن يضطر الطبيب لإجراء تدخّل جراحي.[٧]
المراجعالمقالات المتعلقة بأين يتم ضبط التوازن في جسم الإنسان