أين دفن سيدنا موسى عليه السلام

أين دفن سيدنا موسى عليه السلام


الأرض المقدّسة

ظلّ حلم الدخول إلى الأرض المقدّسة فلسطين يراود سيّدنا موسى -عليه السّلام-، فقد كتب الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل هذه الأرض عندما كانوا مؤمنين بدين الله، فخاطبهم نبيّهم وهم خارجون حديثًا من مصر بعد أن نجّاهم الله تعالى من بطش الفرعون طالبًا منهم الدّخول إلى الأرض المقدّسة.

وقد حذّرهم موسى -عليه السّلام- من مغبّة عدم الانصياع لأوامر الله، ولكن لم تجد نداءات موسى نفعاً مع قوم أحبّوا الحياة الدّنيا وركنوا إليها، إذ خاطبوا نبيّهم بقولهم اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون، فقد خشي بنو إسرائيل الدّخول إلى الأرض المقدّسة بحجّة أنّ فيها قوم جبّارين لا يقدرون على مواجهتهم فكانت عاقبة عصيانهم لأمر رسولهم، أنّ الله حرّم عليهم دخلوا هذه الأرض المقدّسة يتيهون في الأرض أربعين سنة.

وفي فترة التّيه ظلّ موسى -عليه السّلام- مع بني إسرائيل سنين وحلم الدّخول إلى الأرض المقدّسة يشغل قلبه وروحه، لما يعلم من بركتها وفضلها، وعندما جاء أجل موسى -عليه السّلام- أدركته الوفاة وهو في التّيه بعيداً عن الأرض المقدّسة التي كان يتمنى أن يدفن فيها، فما هي قصّة وفاة سيّدنا موسى عليه السّلام؟ وما هو المكان الذي توفّي فيه على التّعيين؟

 

وفاة موسى عليه السّلام ومكان قبره

كان لأنبياء الله -عليهم الصّلاة والسّلام- مع ربّهم جلّ وعلا أحوال ولطائف، وقد سمحت لهم منزلتهم وقربهم من الله تعالى أن يطلبوا ويتمنّوا أمورًا لا يستطيع غيرهم من البشر أن يسألها، ومن ذلك قصّة إبراهيم -عليه السّلام- وسؤاله ربّ العزّة أن يريه كيف يحيي الموتى، ومن بين ذلك أيضًا ما حدث مع سيّدنا موسى -عليه السّلام- وقصّته مع ملك الموت، فقد ذكر في الصّحيحين أنّ ملك الموت أتى موسى -عليه السّلام- عندما حان أجله حتّى يقبض روحه.

ولقد كان من أمر الله أنّ الأنبياء يخيّرون عند موتهم في قبض أرواحهم، فلما أتى ملك الموت موسى -عليه السّلام- ضربه ففقأ عينه، فرجع ملك الموت إلى ربّ العزّة ليقول له: لقد أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت، فقال الله سبحانه: ارجع إليه وقل له يضع يده على ظهر ثورٍ فله بكل شعرة تمسّ يده سنة، قال ثمّ أيّ يارب، قال ثمّ الموت، قال فالآن إذن.

ولقد سأل موسى عليه السّلام ربّه أن يدنيه من الأرض المقدّسة رمية حجر، ومعنى ذلك أن يكون قريباً منها، ولقد كان نبي الله محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- يعلم مكانها على التّعيين حيث قال :(ولو كنت ثمّ لأريتكم قبره على جانب الطّريق عند الكثيب الأحمر)، فقبره -عليه السّلام- لا يعرف على التعيين، وإن قال بعض النّاس إنّه موجودٌ بأريحا في فلسطين، حيث يوجد هناك كثيب أحمر-والله تعالى أعلم- .

 

المقالات المتعلقة بأين دفن سيدنا موسى عليه السلام