تعتبر مدينة ينبع من ضمن محافظات المدينة المنوّرة، وهي تعتبر ملتقىً لثقافات البلاد المحيط بها من بلاد الشام ومصر وكذلك السودان واليمن. وتبلغ مساحتها حوالي 18058 كيلو متر مربّع، ويعيش عليها حوالي نصف مليون نسمة من السكّان، وبذلك تحتلّ المركز الثاني في كونها أكبر مدينة في منطقة البحر الأحمر بعد مدينة جدّة.
موقع ينبعتقع مدينة ينبع في غرب شبه الجزيرة العربيّة من المملكة العربيّة السعوديّة عند الضفة الشرقيّة للبحر الأحمر في منطقة إقليم تهامة، ويمكن تقسيم المدينة إلى ثلاث مناطق أو مدن وهي: ينبع الصناعيّة، وينبع البحر، وينبع النخل. وقد تمّت تسميتها بمدينة ينبع لكثرة الينابيع فيها؛ فهي تحتوي بحسب المؤرّخين على حوالي 370 عين من عيون الماء الجارية، والكلمة مُشتقّة من الفعل نبع. ويتمّ تلقيب هذه المدينة بلؤلؤة البحر الأحمر. ومناخ هذه المدينة يكون حاراً في فصل الصيف؛ فقد تصل درجة الحرارة إلى 46 درجة مئويّة، وتكثر فيها العواصف الرمليّة، ويكون شتاؤها بارداً، وتصل درجة الحرارة فيه إلى حوالي 9 درجات مئويّة، وهي شديدة الأمطار، وغالباً تكون مصحوبةً بالرعد.
تاريخ ينبعكانت هذه المدينة في القدم تقع على طريق البخور والبهارات، والّتي كانت تصل ما بين كلٍّ من اليمن ومصر ومناطق البحر المتوسط، وكما أنّها كانت قاعدةً ومركزاً عسكريّاً لتزويد القوات العربيّة والقوات البريطانيّة خلال الحرب العالميّة الأولى ضد الدول العثمانيّة. وتحوّلت هذه المدينة من كونها ميناءً صغيراً ونقطة تزويد لتصبح مدينةً صناعيّة لإنشاء شركات البترول فيها، ممّا ساعد على جذب السكان إلى العمل والاستقرار فيها، وبالتالي كبرت هذه المدينة وتطوّرت لتصبح ما هي عليه الآن.
الفنون في ينبعولأنّ هذه المدينة تُعتبر مركزاً ومحطّةً لالتقاء الحضارات، فقد اشتهرت بأداء الأغاني والمواويل باستخدام آلة تدعى السمسيّة، وكذلك آلات التخت العربيّ، وأيضاً العجل، وهذه تجمع ما بين ألوان العزف التي يستخدمها أهل الساحل المصريّ وألوان العزف التي يستخدمها أهل السعوديّة والألوان الشرقيّة الشعبيّة، وكما أنهم معروفون بأداء الموال الينبعاويّ، فهم من شدة تقديرهم لأغاني الطرب الأصيل والفن القديم مثل الّتي قدّمتها الفنانة أم كلثوم وغيرها فإنّهم يغنّون أغانيها باستخدام أسلوبهم الخاص على طريقة أهل ينبع أو الينبعاويّة، ولكنّهم لا يعبثون أبداً بطريقة تلحين هذه الأغاني وجوهرها. ومن الفنون الأخرى التي عرف بها أهل ينبع: ألعاب الزير والبدواني، وكذلك الخبيتي والرديح. ولم يُنسى العلم من هذه المدينة فقد تَمّ إنشاء بعض الجامعات والكليّات، ومنها: جامعة طيبة، وكليّة ينبع الصناعيّة، وكليّة ينبع التقنيّة التطبيقيّة، وكلية ينبع الجامعيّة.
المقالات المتعلقة بأين تقع ينبع