سمرقند تقع مدينة سمرقند في القارة الآسيويّة، وتحديداً في آسيا الوسطى، وهي مدينة من مدن بلاد أوزباكستان، وتعتبر هذه المدينة هي ثاني أكبر مدن البلاد وذلك حسب عدد سكّانها؛ إذ يبلغ عددهم أكثر من أربعة ملايين نسمة، وإنّ أغلب الشعب في هذه المدينة يسمّون طاجيكيون ولغتهم هي الطاجيكيّة .
إنّ معنى كلمة سمرقند هو ( قلعة الأرض )، ولقد كانت للرحّالة العربي ابن بطوطة، وصف هذه المدينة في إحدى رحلاته التي قام بها عبر العالم وعبر آسيا الوسطى؛ حيث قال فيها بأنّها من المدن الكبيرة بل وأكبرها، وتتمتّع بجمالٍ تامٍ، وأنه قد بناها أهلها على شاطئ لوادي القصّارين، وبأنّها تحوي العديد من القصور الكبيرة والعظيمة، وقد بُهر بعمارتها ابن بطوطة حيث تغنّى بهمّة أهلها حينما شاهد عمارتها.
أهمّ معالم مدينة سمرقند - القصور : إنّ قصور مدينة سمرقند كثيرة جداً؛ حيث قام بتشييدها تيمورلنك، وأهمّ هذه القصور هي:
- ( قصر دلكشا ) والذي يُعرف بالقصر الصيفي، والذي يتميّز بتزيين مدخله الذي يتسم بالارتفاع الكبير بآجر ذي اللون الأزرق والمُذهّب، ويتميّز أيضاً بوجود ساحات ثلاث، وتحوي كل ساحة منها على فسقية.
- ( قصر باغ بهشت): والذي يُعرف أيضاً باسم روضة الجنّة، وقد شُيّد هذا القصر بشكل كامل من الرخام ذي اللون الأبيض والذي تم جلبه من مدينة تبريز، وقد شيّدت في الأعلى ربوة، وهو محاط بخندقٍ بالغ العمق، وهو ممتلئ بالماء، ومزوّد بعدّة قناطر، لتصل هذا القصر مع المنتزه .
- ( قصر باغ جناران ) والذي يُعرف باسم روضة الحور، وقد أخذ اسمه هذا من أشجار الحور التي كانت تحيط في جيع طرقه، ويتميّز هذا القصر بتخطيطه المبهر؛ إذ يأخذ شكل خطوط متقاطعة فيما بينها ومتعامدة.
- المدارس : تتميز بشكلها المبدع أيضاً والمصمّمة بطرق هندسية مبتكرة، ومن هذه المدارس:
- ( مدرسة بيبي خانيم): إذ اعتمد في تخطيط هذه المدرسة على صحن مكشوف في أوسطه، وتتبع له أربع غرف تعرف بالإيوان.
- (مدرسة تيمورلنك): وهي عبارة عن خانقاه ومدرسة أيضاً وضريح للأمير تيمورلنك، وقد قام بتشييده مهندس أوتي به من أصفهان هو محمد بن محمود البنّا .
- ( ميدان داجستان ) وهو الميدان الذي تكوّن في عهد الأمير تيمورلنك، والذي كان يقدّم فيه عرض فتوحاته.
أعلام مدينة سمرقند
خرج من مدينة سمرقند أعلام كبار وفقهاء كثر، ويأتي في مقدّمتهم ( محمد بن عدي بن الفضل أبو صالح السمرقندي )، وأيضاً ( الأشعث أبو بكر السمرقندي ) الذي كان حافظاً للقرآن غيباً، فكان يكتب المصاحف من خلال حفظه لها، وهنالك ( أبو منصور محمد بن أحمد السمرقندي ) صاحب الكتاب ذي الشهرة الواسعة ( تحفة الفقهاء).