أين تقع مدينة بعلبك

أين تقع مدينة بعلبك

لبنان

لبنان هذا البلد العربيّ الذي يقع في غرب قارّة آسيا، هو بلد تحدّه من الشمال والشرق دولة سوريا الشقيقة، ومن الجنوب فلسطين، وهو مطلّ من جهة الغرب على البحر الأبيض المتوّسط. تعتبر لبنان دولةً ديموقراطيّة طائفيّة، ودولة غنية بثقافاتها الدينيّة المختلفة كالإسلام، والمسيحيّة، والدرزيّة، وقد شكّلت لبنان جزءاً لا يتجزّأ من "بلاد الشام" قديماً، وهي مهد الحضارة الفينيقيّة العريقة. عاصمة لبنان بيروت، وفيها الكثير من المدن المعروفة؛ كمدينة صور، وبعلبلك، وصيدا، وبنت جبيل، وغيرها. وفي مقالنا هذا سنتعرّف أكثر على مدينة بعلبك اللبنانيّة.

بعلبك

بعلبك "مدينة الشمس" مدينة لبنانيّة تقع في شمال سهل البقاع، وإلى الشرق من نهر الليطاني، وتحيط بها من الشرق والغرب السلاسل الشرقيّة والغربيّة لجبال لبنان، وهي تعلو عن سطح البحر بما يقارب الألف والمئة والثلاثة والستين متراً، وتبعد عن بيروت العاصمة ما يقارب الثلاثة والثمانين كيلومتراً من جهة الشمال الشرقيّ للمدينة.

سمّيت المدينة بهذا الاسم نسبةً إلى كلمة "بعل" والتي تعني في اللغة السامية القديمة الربّ أو السيّد، وكلمة "بك أو بق" فإنّها تعني المدينة أو البقاع"، ولذلك فإنّ اسمها يعني مدينة "الإله البعل"، وقد لقبها الرومان القدماء بمدينة الشمس. وقد اختار الفينيقيون مكان هذه المدينة لبنائها على تلّ عالٍ لوفرة مصادر المياه فيها، ولكونها تعتبر موقعاً استراتيجياً للربط بين الخطوط البريّة، وكذلك لوجودها في منتصف سلاسل جبال الغربيّة، وقد كانت الديانة وحماية الآلهة فيها عنصراً مهماً في هذا الأمر، ممّا دفعهم إلى إقامة هذا المدينة على قمّة التل أو الهضبة.

تعتبر مدينة بعلبك من أشهر المدن اللبنانيّة السياحيّة، وخاصة في سياحة الآثار التاريخيّة، وذلك لوجود الكثير من المعالم التاريخيّة الرومانيّة فيها؛ كقلعة بعلبك والتي تحوي على الكثير من الآثار الإسلاميّة والمعماريّة والآثار الفينيقيّة أيضاً، وكذلك فإنّها وجهة للسياحة الدينيّة حيث يوجد فيها مقام السيدة خولة، والكثير من الأضرحة الأخرى. كما وتشتهر هذه المدينة بكثرة المهرجانات الغنائيّة التي تقام فيها، لا سيّما في معبدي جوبيتر، وباخوس، والذي استقطب كثيراً من الفنانين لإقامة حفلاتهم الغنائيّة فيهما؛ كأم كلثوم، وفيروز، وصباح فخري، والرحابنة، وعاصي الحلاني، وصابر الرباعي، ووردة الجزائريّة، وغيرهم الكثير. ومن معالمها الأخرى أيضاً المسجد الأمويّ الكبير، ومسجد الظاهر بيبرس.

وننوّه إلى أنّ هذه المدينة كانت مهداً وحضناً للكثير من العلماء والأدباء الذين ترعرعوا فيها؛ كالإمام الأوزاعي، والشيخ البهائيّ الحارثي، وخليل مطران، والحرفوشي، وغيرهم الكثير. إلّا أنّها تعرضت في عام ألف وثلاثمئة واثنين وسبعين إلى سيل عارم أدّى إلى وفاة الآلاف منها، وكذلك اختفاء الكثير من معالم المدينة نتيجة هذا الطوفان.

المقالات المتعلقة بأين تقع مدينة بعلبك