أين تقع طروادة

من منّا لم يسمع عن الحكايا الشهيرة المعروفة باسم حرب طروادة أو حصان طروادة، والّتي تتحدّث عن تلك المدينة الحصينة التي لم يكن بالإمكان دخولها من شدّة قوتها إلّا عن طريق الخدعة. ومدينة طروادة أو Troy هي عبارة عن مدينة بحريّة تاريخيّة قديمة تقع في آسيا الصغرى وتحديداً في منطقة الأناضول، وقد كانت تعرف بحصانتها وغناها وازدهارها. وبحسب الأسطورة فإنّ المدينة اكتسبت غناها وقوّتها من كون أنّ الآله بوسيدون إله البحر قام ببنائها ومعه أبولو إله الفن والشعر.

لطالما كانت صحّة وقوع حرب طروادة جدلاً قائماً بين الباحثين والعلماء. يرى كلّ من الفينيقيين والفرس أنّ حرب طروادة قامت لمدّة عشر سنوات، وأنّ سبب ذلك هو أنّ فتىً من مدينة طروادة يدعى باريس قام باختطاف ملكة أسبارطة الحسناء هيلين زوجة مينلاوس، وبذلك فهم يتّفقون مع اليونان بهذا الرأي. وعلى الرّغم من ذلك فإنّ العلماء الآن لا يتّفقون مع هذه الرواية، وقد تَمّ اكتشاف آثار لهذه المدينة في الواقع الّذي يعتقد بوجودها فيها عن طريق المستكشف الألماني هنريك شيلمان، ولكن لم يكن هناك تأكيد لهذه الأسطورة ولا نفي لها أيضاً. وقام عالم آخر بتصوير طبقيّ بواسطة الأقمار الصناعيّة كونه لم يقتنع بأنّ المدينة التي وجدها المستكشف الألماني كافيةٌ من ناحية مساحة وحجم المعركة التي حصلت، فوجد مدينةً أكبر ويحيطها خندق قد تكون هي المدينة المنشودة. وبالدّراسة الحثيثة للمخطوطات القديمة تَمّ التوصل إلى أنّ هناك حرباً وقعت في عهد الحثيين وهم كانوا حلفاءً لطروادة، فقد ذكروا أنّ نفقاً وجد لإعطاء المساعدات لهذه المدينة، ورأى العلماء أنّهُ من الأرجح أنّ سبب الحرب هو الطمع والرغبة بالحصول على كنوز طروادة الكثيرة.

أسطورة طروادة

بالنسبة للأسطورة فهي تقول بأنّ عرّافة ما تنبأت لبريام ملك طروادة بأنّهُ سيولد له ولد وسيتسبّب في دمار المدينة، وعندما ولد له ابن فعلاً واسمه باريس أمر الملك واحدة من خادماته بأنّ تتخلص من الولد، فقامت الخادمة بتركه في جبل أوليمب وكبر ليصبح راعياً للغنم. وتكمل الأسطورة بالقول إنّ في جبل أوليمب يسكن اثنا عشر إلهاً، وكانوا في خلافات مستمرّة. ويذكر أنّهُ نشأ خلاف بين الإله هيرا وأثينا وأفروديت حول من منهنّ الأجمل، واتّفقن أن يسألن أول شخص غريب يأتيهم عن رأيه، وأن يعطينه تفّاحةً ليعطيها للأجمل، وكان هذا الشخص هو باريس. ووعدته هيرا بالسلطة إن اختارها، وأثينا بالمجد والحكمة، وأفروديت وعدته بأجمل نساء الأرض، فأعطى أفروديت التفاحة وغضبت هيرا وأثينا.

وفعلاً حقّقت أفروديت وعدها وأعادته إلى طروادة ليرى أهله الّذين فرحوا به، وكانت أخته كاسندرا تحذّرهم من أنّهُ سيتسبّب بدمار المدينة ولم يصدقها أحد، وذلك لأنّ الإله أبولو أعطاها البصيرة ولعنها بأن لا يصدّقها أحد كونه أحبّها ولم تبادره هي الحب، وكان الجميع يعتقد أنّها مجنونة إلّا شخصاً واحداً اسمه هيكتور. ولتُكمل أفروديت وعدها أرسلته إلى أسبرطة ليلتقي بهيلين زوجة مينلاوس فائقة الجمال فأغراها عندما غاب عنها مينلاوس وهي التي اختارته من دون كلّ الرجال، ولمّا كان أبوها قد أخذ وعداً من الجميع على حماية شرفها غضب الإغريق لهربها مع باريس، وذهبوا إلى طروادة مقاتلين، ومن ثُمّ توالت الأحداث واستمرت المعركة عشر سنوات انتهت باستخدام الإغريق حصان طروادة للدخول إلى المدينة والقضاء عليها.

المقالات المتعلقة بأين تقع طروادة