تُعرف جزيرة جربة التونسيّة الّتي لُقّبت بجزيرة الأحلام، من أجمل الأماكن السياحيّة وأحلاها، حيث تُعدّ مكاناً يقصده كلّ من زار البلاد، لغناها بإرثها الثقافي والتّاريخي، والتي كانت معشوقة أهل تونس قبل غيرهم، فنقرأ أديب البلاد إبراهيم درغوثي أكثر المفتونين بها، حيث كتب نصاً إبداعيّاً عن جربة التي في خاطره، ليؤرشف بكلام ساحر عن روعة هذه الجزيرة.
موقعهاتقع جزيرة جربة شرق الدولة التونسيّة، وتُطل على حوض البحر الأبيض المتوسّط في ركنه الجنوبيّ الغربيّ، عند خليج قابس، الذي يُعرف سابقاً بخليج سرت الصغرى، وبذلك تكون هذه الجزيرة منفتحةً على البحر المتوسط إضافة إلى الصحراء.
تمتّد هذه الجزيرة الّتي تأخذ شكل مربّع، من شمالها إلى جنوبها مسافة تسعة وعشرين كيلومتراً ونصف، ومن شرقها إلى غربها مسافة تسعة وعشرين كيلومتراً. تبلغ مساحتها خمسمئة وأربعة عشر كيلومتراً مربّعاً، وبهذا تُعتبر أكبر الجزر الموجودة في الشمال الإفريقي، إذ إنّ طول الشريط السّاحلي فيها يبلغ مئة وخمسة وعشرين كيلومتراً.
تضاريسهاإنّ جزيرة جربة وبحسب الدراسات أخذت شكلها الحالي بعد أن انفصلت بشكل كامل عن القارّة، وتتمتّع بنوعين من التضاريس، فإحداها تضاريس بحريّة، والأخرى تضاريس بريّة، وهي كالتالي:
يُعتبر مناخ جزيرة جربة مناخاً دافئاً متوسّطياً، كأغلب المناطق الواقعة في البحر الأبيض المتوسّط، حيث تسجّل درجة الحرارة المتوسّطة فيها خلال فصل الصيف أربعين درجة مئويّة، إلاَّ أنّها تنخفض في فصل الشتاء إلى عشر درجات مئويّة، وتُعتبر أمطارها ضعيفة وغير منتظمة، إذ لا تتجاوز سنويّاً معدل مئتي مليمتر .
تتعرّض لرياح غربيّة وأيضاً رياح شماليّة غربية، وخاصّة خلال الأشهر تشرين الثّاني وكانون الأوّل، وشهر كانون الثّاني، وشهر شباط، وتهيمن عليها باقي أشهر السّنة رياحاً شرقيّة، وأيضاً شماليّة شرقيّة، أمّا الرياح الحارّة والتي تُعرف بالشّهيلي، فإنّها تتعرّض لها في نهاية فصل الرّبيع وفصل الصيف كاملاً، وتُعتبر نسبة الرطوبة فيها عاليّة نسبة لاعتدال الحرارة خلال العام.
تبرز سمة الفقر الطبيعي الغالبة في هذه الجزيرة، إذ إنّ تربتها قليلة الخصوبة إلاَّ في بعض المناطق منها، ويعود ذلك لسيطرة المياه المالحة عليها، إضافة إلى الطبيعة القاسية فيها، وما يزيد الأمر سوءاً أنّ المياه الجوفيّة فيها قليلة العذوبة، حيث تنحصر مياهها العذبة في الأجزاء الشماليّة الشرقيّة .
المقالات المتعلقة بأين تقع جزيرة جربة