تقع في قلب عاصمة الدولة الإيطاليّة روما أصغر دولة في العالم بمساحتها التي تُقارب حوالي 0.44 كيلو متراً مربّعاً، وسكّانها الّذين يقارب عددهم حوالي 800 نسمة من السكّان، وهذه الدولة هي دولة مدينة الفاتيكان. ولهذه الدولة الصغيرة أسوار خاصّة تفصلها عن بقيّة مدينة روما وعن بقيّة الدولة الإيطاليّة والعالم ككل. وهذه الدولة الصغيرة هي عبارة عن مركز للقيادة الروحيّة للكنيسة الكاثوليكيّة في العالم كلّه، وهي أيضاً تحتفظ بالمصنوعات والمنتوجات الفنيّة التي أبدعها البشر على مرّ العصور في متاحفها، وهذه هي أهميّة مدينة الفاتيكان.
استقلال الفاتيكانلم تكن دولة مدينة الفاتيكان مُستقلّةً منذ البداية كما هي الآن، فقد استقلّت عام 1929 ميلاديّة، وذلك بعد توقيع ثلاث اتّفاقيّاتٍ في القصر المعروف باسم قصر لاتران، والّتي عرفت باسم اتفاقيّة لاتران، ومن أطراف هذه الاتّفاقية: بينيتو موسوليني القائد الفاشيّ للحكومة الإيطاليّة آنذاك، والممثّل للبابا بيوس الحادي عشر، وكذلك الكاردينال بيترو كاسباري. وقد كان نصّ المعاهدة أن تكون لدولة الفاتيكان حدودها الموجودة الآن، وأنّها جزء مستقل عن باقي إيطاليا، وأنّ البابا هو الّذي يدير ويدبّر شؤونها، وبذلك ساعدت هذه الاتفاقيّة على تنظيم العلاقات بينهم. وقد نصّت الاتفاقيّة على أن يتمّ تخصيص مبلغ سنوي للفاتيكان كتعويض لقضاء إيطاليا على الولاية البابويّة، إضافةً إلى إعطاء الفاتيكان الإدارة المباشرة للأديرة والكنائس في روما.
لغة الفاتيكان وتقسيماتهاليست للفاتيكان لغة رسميّة من اللغات الموجودة حالياً، إلّا أنّ الكرسي الرسولي يتّخذ اللغة اللاتينيّة كلغة رسميّة لها. ويعترف الكرسي الرسولي بأكثر من ثماني وثلاثين لغةً في العالم ومنها: اللغة الإيطاليّة؛ وهي اللغة شائعة الاستخدام في الفاتيكان، إلى جانب اللغة الألمانيّة، وهناك أيضاً اللغة الفرنسيّة، والبرتغاليّة، والإسبانيّة، وكذلك البولنديّة، والإنجليزيّة. يمكن تقسيم الفاتيكان من ناحية معالمها الرئيسيّة إلى كاتدرائيّة القدّيس بطرس؛ وهي أكبر كنيسة في العالم، ومنطقة القصر الرسولي؛ وهو عبارة عن مجموعة من المباني المنفصلة عن بعضها ومنها: سكن البابا، وقاعة الاجتماعات، وعدد من المجامع، إضافةً إلى مكتبة الفاتيكان، والمتاحف، والأرشيف. وهناك أيضاً حدائق الفاتيكان، ويوجد حوالي سبعون شارعاً وساحة.
يتمّ انتخاب البابا عن طريق مجموعة من الكرادلة، ويعطى صلاحيّات عديدة وغير محدّدة لمدى الحياة، ولكنّه ليس له صلاحيات فعليّة في الأمور السياسيّة والإداريّة والقانونيّة؛ بل تكون هذه بيد رئيس وزراء هذه الدولة، إضافةً إلى مؤسّساتها، ويتم تعيين رئيس الوزراء من قبل البابا المنتخب، ويكون من الكاردينال الكنسيّ. ولهذه الدولة نشيد وطنيّ ويسمّى بالسلام البابويّ، وقد تَمّ تأليفه في مناسبة قداس اليوبيل الذهبيّ لحصول البابا بيوس التاسع على سر الكهنوت، ومؤلّفها هو الفرنسيّ شارل غونو.
المقالات المتعلقة بأين تقع الفاتيكان