يلي صلاح الدين الأيوبي السلطان سليم الأول؛ وهو تاسع سلاطين الدولة العثمانية، والخليفة الرابع والسبعون للمسلمين، أراد أن يجعله لقباً له عندما سمع خطيب الجمعة يلقبه به، يليه السلطان الأشرف أبو النصر برسباي، ثم السلطان بن بايزيد الثاني بن محمد، ففي زمن الخلافة العثمانية كان مصطلح حامي الحرمين الشريفين أقل تواضعاً من خادم الحرمين الشريفين.
أول ملك سعودي يُلقب بخادم الحرمين الشريفينفي المملكة العربية السعودية كان أوّل من استخدم هذا اللقب هو فيصل بن عبد العزيز؛ فكان أول من صنع ستارةً للكعبة كتب عليها "في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود" فأمر بكتابة "في عهد خادم الحرمين الشريفين"، وعندما استلم الملك فهد بن عبد العزيز الحكم تغيَّر لقب صاحب الجلالة وتم استبداله بخادم الحرمين الشريفين، وبذلك يكون أول ملك يُلقّب رسميّاً بهذا اللقب، وضع حجر الأساس لمشروع التوسعة السعودية الثانية لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكُتِبَ عليه: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ ﴾ صدق الله العظيم، وورث الحكم من بعده الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
ومن الجدير ذكره أنّ بعض أئمة المسلمين والعلماء والقضاة أطلقوا على أنفسهم هذا اللقب كنوع من الافتخار والاعتزاز، ومنهم: الإمام عبد الملك الجويني، والحسن الطبري، والنجمي بن يعقوب المالكي.
تكون حماية الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة أولاً بالعمارة؛ فمن مهام خادم الحرمين الشريفين الاهتمام بأعمال الترميم وصيانة المساجد، وتوسيعها من فترة إلى أخرى لكي تستوعب الأعداد المتزايدة للوافدين للحج أو العمرة، ومن مهمّاته أيضاً تقديم الخدمة للحجاج من طعام وشراب وأماكن مبيت، فيعرف هذا باسم السقاية والرفادة، وكسوة الكعبة المشرفة.
يُذكر أنّ جميع السلاطين والحكّام والملوك خدموا الحرمين الشريفين مع وضع المسجد الأقصى بين أعينهم باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
المقالات المتعلقة بأول من لقب بخادم الحرمين