الكتاب: الكتاب هو المعلّم الأوّل للبشريّة وفوائدة تكاد لا تحصى، لكن سأحاول عدّ بعضها في هذا الموضوع فالكتاب الذي تتنوّع مواضيعه وعلومه بالنهاية لابد له فائدة قيمة بين دفتيه.
أهمية الكتاب وفوائده: - بنكٌ للكلمات: الكتاب يمدّ القارئ بكمّيّة هائلة من الكلمات والمصطلحات، فهو يثري الملكات اللّغوية، فكلّما قرأ الشخص كتب أكثرحصل على مصطلحات وتعابير وجمل جديدة.
- عالم من الأفكار: بقراءة الكتب سيثري القارئ عالمه الفكريّ، وسيرى الأمور بوجهات نظر مختلفة، سيجد أنّ الكتب الفكريّة أو حتّى الأدبّية تعرض له الكثير من الأفكار المتناقضة التي لن يقرّها بالضرورة، لكنه مع الوقت سيصل إلى مرحلة ليتقبل الاختلاف بصدر رحب، سيرتفع بالضرورة وعيه للعالم المحيط به، وسيقرّر الجانب الفكري الذي يتبنّاه.
- مُحَّفِز للخيال: الجمل التي سيقرأها القارئ ستتشكل في دماغه كصور حيّة، هذه الصور مع الوقت ستصير أكثر إبهاراً، فحتّى أروع الأفلام لن تكون قادرة على مجاراة الخيال بشريّ، ولطالما قال الناس جملة: الرواية أجمل من الفيلم، وهذا لأنّهم يترجمون كلمات الكتب كلاً بشكل مختلف وأجمل وأكثر ابتكاراً، والكلمات التي يحصل عليها القارئ من الكتب لن تقرأ ككلمات في الدماغ، فالدماغ أكثر معامل الصُور إبهاراً.
- المعرفة: حصل القارئ بالقراءة على ما يجهله، فهو مصدر التعليم الأول لأيٍ كان، فلا أفضل من الكتاب لتعلم العلوم على اختلافها، فأنت بالكتب تستطيع تعلّم كل شيءٍ عن مكان ما أو عن علوم الطبيعة، والبيولوجيا، واللغة، والعلاقات العامّة، والتاريخ، والأديان أو أيّ أمرٍ كان.
- مكان لمقابلة المشاهير الأموات: بالكتب يقوم التاريخ بتوثيق الشخصيّات التي لا تستطيع مقابلتها، ففي الكتب يستطيع القارئ مقابلة من لم يوجد بعد فالخيال قادرةٌ على كل شيء.
- دليل الثقافات المختلفة: في الكتب سيجد القارئ تفاصيل ثقافات دول مختلفة، بواسطة الوصف أو الصور والرسومات المرفقة والتي تدعم الرؤية الواضحة لأقوام ربما لن يستطيع رؤيتهم في أي مكان آخر.
- سبيل للتعاطف وجمع التأييد: بعض الكتب كالروايات مثلا وحتّى الفلسفيّة والتوثيقيّة والتأريخيّة تمتصّ من القارئ قدرته على الرفض، وتجعله يقتنع بوجهة نظر كاتبها، لذلك غالباً ما يلجأ السياسيّون مثلاً إلى كتابة تاريخهم النضاليّ ليطّلع الجمهورعليه، ويستدرجونهم لصفّهم، فالكتاب قادر على جعل القارئ يتبنّى شخص كأحد العظماء من قراءة سيرته، كما فعل كلٌّ من أوباما، وبيل جيتس، وكلنتون، وأردوجان، كأمثلة على هذه الفائدة، حتى أنّ بعض القضايا كالقضيّة الفلسطينيّة كان من أهمّ ما أبرزها الأدب العربيّ في عدّة كتب وربما أبرزها دواوين درويش، ورضوى عاشور، وزوجها الشاعر الكبير مريد البرغوثي.
- القوة: تستطيع الكتب وهب القوة للاستمرار، فكتب تعزيز الذات، والثقة بالنفس هدف لكل من يشعر بصعوبة الحياة والاستمرار فيها، وبعض الكتّاب اتّخذ هذا النوع من الكتابة هدفاً له، فالكاتبة الأمريكيّة دانيا ستيل تصنّف كأحد أهمّ كتّاب من هذا النوع (القيام بعد النكسة)، فهي تتخصّص بهذا النوع من القصص التي تبدأ بكارثة كوفاة زوج أو حبيب أو أمّ أو فقدان أحد الحواس المهمّة كالنظر أو الطلاق بعد فترة زواج ليس بقصير، لتصدم في النهاية أنّ أبطالها وجدوا السعادة أخيراً رغم كلّ ما مرّ بهم.
- موجّه سلوكيّ أخلاقيّ: بالكتب تغزّز القيم الجّيدة، وتُنبذ القيم السيّئة، وتحارب الشرور، وتدعم الخير، طريقة سهلة لنبذ الكذب، وتعنيف من يفكّر بالأذيّة، بالكتب يستطيع القارئ أن يجد عالماً يكره المكروهات ويؤيّد المحمودات ليزرع في قلب المتلقّي الأخلاق، فالكتاب هو المعلّم الأوّل للأطفال والكبار.
- حياة أخرى: بالكتب سيتعرّف القارئ على تجارب الآخرين، يتعلّم منه ما لم يتعرّض له في الحياة الواقعية، فهي بديل جيّد لتلقّي الدروس فتقي القارئ من مجابهة التجارب الفاشلة، فهي تعلّمه حلّ المشاكل بنفسك عند المرور بها بعد ذلك.
- أفضل صديق: مع مرور الوقت سيجد القارئ أنّ الكتاب أفضل صديق لن يندم على وقت قضاه في قراءة كتاب مهما كان رأيه به.