ممّا تميّزت به هذه الأمّة عن غيرها من الأمم أنّها كانت أمّة التّوحيد الخالص الذي لا تشوبه شائبة، فحين ضلّت الأقوام السّابقة عن الحقّ وتنكّبت الصّراط هدى الله هذه الأمّة إلى الطّريق المستقيم والحقّ المبين بإذنه، وكان ذلك من فضل الله تعالى على هذه الأمّة، فما هو التّوحيد؟ وما هي أقسامه؟ وما أهميّة التّوحيد في حياة المسلم وعلاقته بربّه؟
معنى التّوحيد وأقسامهيعرف العلماء التّوحيد بأنّه إفراد الله تعالى وحده بالاعتقاد والعمل والعبادة، بمعنى أن يؤمِن المسلم بأنّ الله وحده هو ربّ الكون الخالق المدبّر الرّازق المحيي والمميت، وهذا ما يُطلق عليه بتوحيد الرّبوبيّة، وهذا التّوحيد بلا شك لا يكفي؛ فمعتقد الكفّار في الجاهليّة قبل الإسلام أنّهم كانوا يؤمنون بأنّ الله تعالى هو وحده الخالق المدبّر لشؤون الخلق ولكن كانوا يفترقون في مسألة توحيد الألوهيّة وهو النّوع الثّاني من أنواع التّوحيد ومعناه أن يفرد الإنسان الله تعالى بما يتعلّق بأفعال العباد من عبادةٍ وتوسّل ودعاء ورجاء وخوف.
هناك نوع آخر للتّوحيد وهو توحيد الله تعالى بإثبات صفاته وأسمائه والإيمان بها دون تأويل أو تحريف أو تعطيل أو تمثيل بأيّ صفةٍ من صفات البشر؛ فالتّوحيد إذن هو ثلاثة أقسام ولا يصحّ إيمان المرء وإسلامه إلاّ بها جميعًا.
أهمية التّوحيدلا شَكّ بأنّ للتّوحيد أهميّة كبيرة في حياة المسلم ومن أبرز جوانب هذه الأهميّة نذكر:
المقالات المتعلقة بأهمية التوحيد