يعدّ كبار السن أكثر فئات المجتمع التي تحتاج للاهتمام والرّعاية بعدما قدّمته من خدمات وأفكار ساهمت وبشكل كبير وفعّال في بناء عالمنا الحاضر، وقد نادت كلّ الثقافات والأعراف والأديان بضرورة احترام كبير السن؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر".
مجالات احترام كبار السن والاعتناء بهم إنّ احترام كبار السن مسؤوليّة على الدولة ومؤسّساتها وعامليها والمؤسسات الخاصّة وأفراد المجتمع فرداً فرداً خاصّةً الشباب، ومن مظاهر العناية بكبار السن ما يلي:
- إكرامهم وتقديمهم في كلّ أمر من كلام أو جلوس أو طعام أو شراب أو مشي، فيجب على كلّ من يقابل شيخاً كبيراً أن يستمع لحديثه دون مقاطعة ويحترمه مهما أساء إليه، ويبدأ بالسلام عليه.
- تقديم العناية الصحيّة والاجتماعيّة والنفسية لهم، ويكون ذلك بتوفير ما يحتاجونه من علاج دائماً، وعدم قطعهم؛ بل الاستمرار بزيارتهم واصطحابهم إلى الرحلات والزيارات بما لا يشق عليهم، وتعليمهم وحثّ الأجيال على التواصل معهم لما لذلك من فائدة في نقل خبرات الأجيال وحفظ التاريخ والمعرفة، كما ويجب مراعات قدرتهم القليلة وضعف جسمهم وعقلهم، ومن احترم كبيراً لكِبر سنه من الشباب يسّر الله له من يحترمه ويساعده في كِبره كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- عدم التثقيل عليه في شرع أو واجب أو حكم، فقد خفّف الله بعزّته وجلاله عن كبير السن في العبادات، فله جواز الإفطار في الصيام، والصلاة جلوساً أو على جنب، وغيرها الكثير من الأمور؛ فالأجدر بالأفراد التخفيف عن الكبير وعذره لكبر سنه.
- في حالة الحرب وجب عدم قتل أو نزاع كبير السن مراعاةً لحاله، ومن باب أنّه لا يقوى على القتال.
- تأمين راتب شهري له يسدّ به حاجاته، فقد أفنى عمره في خدمة المجتمع وأفراده، والأجدر بالدولة أن تكافئه وتمنحه ما يحفظ كرامته ويغنيه عن السؤال.
أهمية احترام كبير السن إنّ احترام كبار السن وتقديرهم له العديد من الآثار الإيجابيّة على مستوى الفرد والمجتمع ونذكر منها:
- احترام كبار السن وتقديرهم يغرس هذا المفهوم لدى الأطفال، ممّا يدفعهم لاحترام كبار السن مستقبلاً، فينشأ جيلٌ يحمل معه ثقافةً راقية.
- يشعر الفرد بالأمان المستقبلي، وهو واثق بأنّه سينال الاحترام والتقدير من الآخرين.
- ينال من يحترم الكبار الأجر من الله تعالى على ما يقوم به من عمل خير.
- احترام كبار السن يدلّ على رفعة المجتمع وسموّه.