الخليج هو مُسطّح مائيّ يكون متداخلاً مع أرضٍ يابسةٍ، تُحيطه اليابسة من كامل الجهات ما عدا جزءٍ ضيّقٍ منه،[١] وتتفاوت الخلجان تفاوتاً كبيراً من حيثُ خصائصها الجغرافيّة، مثل: شكلها، وحجمها، وعُمقها، وما سوى ذلك، ومن الممكن أن يتّصل الخليج بممرّ مائيّ رفيع يُسمّى المضيق، أو بمُسطّح مائيّ كبير أو مفتوح، مثل المحيط، بحيث لا تكون له أيّة حدود واضحة، وقد تكون الخلجان نابعةً من مُحيطات، أو تابعةً لأيّ نوع من المُسطَّحات المائيّة.[٢]
تحظى العديد من الخلجان الكبرى في العالم بتسمياتٍ خاطئةٍ، حيث تُسمّى بحاراً؛ فعلى سبيل المثال: بحرُ مرمرة وهو مسطّح مائيّ يقعُ بين مضيق الدرنديل والبحر الأسود في تركيا، هو فعليّاً عبارةٌ عن خليج، وكذلك الأمرُ بالنّسبة إلى البحر الأحمر في غربيّ الجزيرة العربيّة، وبحر العرب في غربيّ شبه القارّة الهنديّة، وكذلك بحر آزوف الذي يقع بين حُدود أوكرانيا وروسيا، وتوجد في العالم الكثير من الخلجان، ومن أكبرها وأهمّها: خليج البنغال، والخليج العربيّ، وخليج غينيا، وبحر العرب، وخليج كاليفورنيا، وخليج ريغا.[٣][٤][٥]
تتكوَّن الخلجان أحياناً نتيجةً للتحرّكات الطبيعيّة لصفائح الأرض التكتونيّة؛ فحركة هذه الصّفائح التي تتشكّل منها القشرة الأرضيّة كلّها قد تصنع صدوعاً أو تشقُّقاتٍ تتوسَّع لاحقاً، فتتحوَّلُ إلى خلجانٍ، ويمكن أن تتكوّن الخلجان عندما تندفع صفيحةٌ تكتونيّةٌ أسفل صفيحةٍ أخرى، حيث يتكوّن مُنخفضٌ في الصّخور الواقعة أسفل المحيط، قد يُؤدّي إلى دخول الماء وغمره جزءاً من اليابسة، فيُصبح هذا المنخفض خليجاً.[٢]
أكبر خليجٍ في العالمخليج البنغال هو الخليج المائيّ الأكبر عالميّاً، تصل مساحته إلى 2,172,000كم2؛ حيث يزيد طوله عن 1,85كم، أمّا عرضه فيزيد عن 1,600كم،[٣]، ويقع هذا الخليج في دولة البنغال، وتحدّه من جهة الغرب دولتا الهند وسيريلانكا، أمّا من الشمال فتحدّه بنغلادش، ومن الشرق بورما المسمّا بميانمار، وتايلندا، بالإضافة إلى جزر نيكوبار، ويقع هذا الخليج في الجهة الشماليّة الشرقيّة من المحيط الهنديّ، وتصبّ فيه مياه العديد من الأنهار الآسيويّة الكبرى، مثل: الغانج، وبراهمابوترا، وإبراودي، والكرشنا، وماهانادي، وكافيري، والكثير غيرها التي كوَّنت دلتا نهريّةً ذات تربة خصبة، وكثافة سكانيّة ضخمة، وتشرفُ على خليج البنغال العديد من الموانئ الآسيويّة المهمّة، أكبرها: ميناء مدراس، وكولكاتا، وشيتاغونغ، وسيتوي.[٦]
خصائص خليج البنغاليُعدّ خليج البنغال رغم مساحته الكبيرة مسطّحاً مائياً ضحلاً نسبيّاً، فعمقه الوسطيّ هو 2,600م فحسب، ولا يتجاوزُ في أقصى عمقٍ له 4,694م تحت مستوى سطح البحر. تسود الرياح الموسميّة مناخَ خليج البنغال؛ فمنذ شهر نوفمبر من نهاية كلّ عامٍ وحتّى شهر أبريل من بداية السّنة المقبلة، تتعرَّضُ أجواء الخليج إلى ضغطٍ جويٍّ آتٍ من يابسة قارّة آسيا من جهة الشّمال، هذا الضّغط يُنتِج رياحاً شماليّةً شرقيّةً تظلّ سائدةً طوال فصل الشّتاء، وفي فصل الصّيف من شهر يونيو إلى سبتمبر تهبّ رياح جنوبيّة غربيّة مُحمَّلة بالأمطار، وتكون ناتجةً عن تكوّن منطقة ضغطٍ منخفضٍ فوق يابسة آسيا الحارَّة؛ حيث يتدفّق إليها الهواء قادماً من المحيط الهنديّ.[٧]
الطّقس في خليج البنغاليُشتَهر خليج البنغال بظروفه الجويّة المُتقلّبة والعصيبة، فكثيراً ما تجتاحُه هبّات من الأمطار الموسميّة العنيفة؛ حيث تسوده هذه الظروف الجويّة الصعبة صيفاً وشتاءً، وعادةً ما تضرب السّواحلَ الشماليّةَ لهذا الخليج عواصفُ عنيفةٌ جداً في شهور الربيع والخريف، قد تتحوَّل بعضها إلى أعاصير مدمّرةً تُحدِث خسائر فادحةً بالممتلكات، وتترافقُ معها رياحٌ قويّةٌ وفيضانات، وتكون الأراضي المُنخفضة في جنوب بنغلادش أكثرَ عُرضةً لآثار هذه التّقلبات الجويّة؛ وذلك لأنّ ارتفاعها قليلٌ جداً، وشواطئها مُشرفةٌ مباشرةً على مياه الخليج، لذا تتلقَّى خسائر جمَّةً بسبب ذلك.[٨]
أشهر العواصف التي سبق وأن ضربت الخليج في السّنوات الأخيرة ما يُسمّى بإعصار سيدر، وهو إعصار استوائيّ عنيف هبَّ على ساحل جنوب غربيّ بنغلادش في منتصف شهر نوفمبر سنة 2007؛ حيث تجاوزت سرعة رياحه 240كم في السّاعة، وكانت قوّة العاصفة من الدّرجة الرّابعة، وترافقت معها أمواجٌ بارتفاعٍ يصل إلى خمسة أو ستّة أمتارٍ في بعض المناطق من سواحل بنغلادش، وخلّفت خسائر فادحةً في المدن والمنازل والشوارع والمنشآت، وصلت قيمتها إلى عشرات ملايين الدّولارات.[٩]
التّمييز الاصطلاحيّ بين الخلجانتُقسَّم الخلجان إلى فئتين أساسيَّتين في اللغة الإنجليزيّة، هُما:[١٠]
المقالات المتعلقة بأكبر خليج في العالم