محتويات
- ١ الدعاء
- ١.١ فضل الدعاء
- ١.٢ شروط الدعاء
- ١.٣ موانع إجابة الدعاء
- ١.٤ آداب الدعاء
- ٢ الأوقات المستحبة للدعاء
- ٣ أفضل الدعاء
الدعاء الدعاء لغةً يعني ابتهل إلى الله بالسؤال، ورغب فيما يملك من خير، ويأتي أيضاً بمعنى النداء، مثل: دعا محمدٌ النّاس إلى فعل الخير، أمّا الدعاء اصطلاحاً فهو الكلام المقصود منه الطلب مع الخضوع، كما يعرّف على أنّه سؤال العبد ربّه لقضاء حاجته، وجدير بالذكر أنّ الدعاء مشروع في كلّ الأوقات.
فضل الدعاء
يعدّ الدعاء خضوعاً لله وامتثالاً لأوامره، وشكلاً من أشكال العبادة؛ فقدّ عدّ الله تاركه مستكبراً، وهو من أكرم الأشياء إلى الله، ويُفيد التوكّل عليه، ويدلّ على الإيمان بالله والإقرار بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات؛ حيث إنّ دعاء الإنسان لربّه يعني إيماناً منه بأنّه الغنيّ، والسميع، والبصير، والكريم، والرحيم، والقادر.
يعدّ الدعاء سبباً للاطمئنان وانشراح الصدر، وسبباً لإزالة الهمّ ورفع البلاء قبل حلوله، وهو سبب في انتشار المودّة والمحبّة بين المسلمين؛ فإذا دعا المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب كانت دعوته مستجابة، ودلّ على شديد تقواه وصدقه وبعده عن النفاق، وقد ذكر القرآن بأنّ الدعاء صفة من صفات عباد الله المتقين، ووفقاً للأحاديث النبوية الشريفة فهو ملجأ للمظلومين والمستضعفين، وفيه بعداً عن العجز، وفي الدعاء علوٌّ للهمّة، وعزّةٌ للنفس، ففيه ينقطع المسلم عن الطمع مما في يديّ الخلق.
شروط الدعاء
الإخلاص في الدعاء، والثقة بالله وبإجابته، والخشوع، والعزم والإرادة، والجدّ في الدعاء.
موانع إجابة الدعاء
كسب المال الحرام والتصرّف به من مأكل ومشرب وملبس، واستعجال إجابته، وترك الدعاء أو ترك أوامر الله التي أوجبها، والدعاء بالإثم أو بقطيعة الرحم، وقد يمنع الله الدعاء ليعوّض صاحبه أعظم منه في الآخرة.
آداب الدعاء
- البدء بالثناء على الله تعالى بذكر أسمائه وصفاته، والصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم والإنهاء بذلك.
- الوضوء والوقوف تجاه القبلة كلّما أمكن ذلك، ورفع اليدين عند البدء بالدعاء.
- سؤال الله في الرخاء والشدّة، والإلحاح فيه على الله.
- سؤال الله وحده دون غيره، وألّا يعتدي في الدعاء ويطلب بوسائل غير مشروعة.
- التضرّع إلى الله في الدعاء، وأن يبدأ الداعِ بنفسه، ويدعو بأفضل الدعاء وهو دعاء الجوامع.
- الإقرار بالذنب والنعمة عند الدعاء، وإبداء الافتقار والشكوى إلى الله تعالى.
- الدعاء بصوتٍ بين السرّية والجهر، مع الابتعاد عن تكلّف السجع أثناء الدعاء.
الأوقات المستحبة للدعاء جوف الليل، وعند النداء للصلاة، وبين الآذان والإقامة، وفي السجود، وعند الشدّة، وعند نزول المطر، وبعد عصر الجمعة، ويوم عرفة، وفي العشر الأواخر من شهر رمضان، وعند الإفطار في أيام الصيام.
أفضل الدعاء أفضل الدعاء هو دعاء الأنبياء والرسل، والذي ليس فيه طلب لحادث من حوادث الدنيا، وخير صيغة للدعاء هي الصيغ التي ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل:
- ما ورد في سورة البقرة في قول الله تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201].
- ما ورد في خواتيم سورة البقرة: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 286].
- ما ورد في سورة آل عمران: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].
- قول الله تعالى: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 147].
- عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا رأى الهلالَ قال : اللهمَّ أهِلَّه علينا باليُمنِ والإيمانِ والسلامةِ والإسلامِ ربي وربُّك اللهُ) [حسن].
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن علمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدْرِ، ما أقولُ فيها؟ قال قولي: اللهمَّ إنَّك عفوٌّ كريمٌ تحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عنِّي) [حسن صحيح].