أسباب وأضرار العنف

العنف هو ظاهرةٌ اجتماعيةٌ تعني ممارسة الضغط من قِبَل شخصٍ أو جماعةٍ على شخصٍ آخر أو جماعةٍ أخرى وسلب إرادتهم، كما أنّ العنف ظاهرةٌ قديمةٌ قِدم الإنسان فكانت أول ظاهرة عُنفٍ هي اقتتال ابني آدم.

تتمثّل ظاهرة العنف بأشكالٍ عديدة، وتأثيراتها مختلفة، ومن أشكال العنف ما يلي:

• العنف الجسدي: يُعتبر العنف الجسدي هو أكثر أشكال العنف وضوحاً، كأنْ يَتعرّض شخصٌ للضّرب من قبل شخصٍ آخر، فيترك العنف آثاراً جسديّةً واضحةً على الشخص المُعنّف، فمثلاً يسيل دمه، أو تكسر يده، أو ما شابه ذلك.
• العنف النفسي: هذا الشّكل يمارَس من خلال كثرة اللوم، أو دوام الاستهزاء بشخصٍ ما، فيحسّ هذا الشخص أنّه إنسانٌ ضعيف، أو إنسانٌ لا قيمة له، أو أنّه شخصٌ فاشل، مما يُشعر هذا الشخص بالذُل، وفقدان الثقة بنفسه.
• العنف السيكولوجي : يتمثّل ذلك من خلال محاولة شخصٍ ما السيطرة على تصرفات شخصٍ آخر من خلال التعليقات، أو التعاملات الدونية، لتوليد شعورٍ عند الشخص الآخر بالخوف، والقلق لمنعه من القدرة على اتخاذ قراراته بنفسه.
• العنف الديني: يتمّ عند استهزاء شخص بالمعتقدات الدينية لشخصٍ آخر، أو منعه من مُمارسة طقوسه الدينية، كمحاولةٍ لإحداث تغييرٍ بمعتقدات هذا الشخص، وهذه الظاهرة قد تدفع بالشخص لمستوى ممارسة الإرهاب كفردٍ أو كجماعة، والملاحظ في أيامنا الحالية أنّ هذا الشكل من أشكال العنف هو الأكثر اتساعاً، وارتقى لمستوى الحروب، والمواجهات المسلّحة.
• العنف اللفظي: هو عبارةٌ عن توجيه الكلمات التي تُسبِبُ الأذى لشخصٍ آخر كشتمه مثلاً بكلماتٍ جارحةٍ.
• العنف المجتمعي: وهو ممارسة المجتمع لسلوكٍ مُعيّنٍ بحكم العادات والتقاليد يُلحق الأذى بطرفٍ آخر مثل: ختان البنات، والزّواج المبكر للإناث، والنّفي.
• العنف الجنسي: أكثر ما يمارس هذا الشكل من العنف على الأطفال أو القاصرات؛ إذ يتم إجبارهم بالقوة على القيام بأعمال مُنافيةٍ للأخلاق كالممارسات الجنسية، أو مشاهدة الأفلام الإباحية.

مهما كان شكل العنف الذي تمارسه جماعاتٌ أو أفراد، سواءً مورس على شخصٍ أو جماعةٍ فإنَّ له نتائجَ سلبية كبيرة على الفرد وعلى المجتمع؛ فالشّخص المُضطهد عديم الثقة بنفسه، ولا يُمكن أنْ يكون شخصاً مبدعاً، كما أنّ العنف عندما تُمارسه جماعة ما يَتسبّب بحدوثِ الفتن داخل المجتمع، وإذا ما عُدنا إلى الديانات السماوية نُلاحظ أنّها حرّمت العنف بأشكاله المتعددة؛ من أجل الوصول إلى مجتمعٍ متعاونٍ ومتسامحٍ، قائمٍ على المحبةِ والسلام.