نهر النيل هُوَ نهرٌ ينبع مِن منطِقَةِ البُحيرات العُظمى المَوجُودَةِ وَسَطِ أفريقيا ويبدأ نهر النيل الأبيض مِن بحيرة تانا فِي أثيوبيا، ويمر بعشرِ دول ويطلق عليها دول حوض النيل ويصبّ في البحرِ الأبيض المتوسّط، ويقوم بتغذيتهِ (النيل الأبيض) مِن هضبةِ البحيرات (والنيل الأزرق) مِن أثيوبيا، وَهُوَ أطولُ نهرٍ فِي العالم بحيث يبلغ إجمالي طولَهُ 6650 كم ويغطّي مساحَة 3.4 مليون كم2، ويعتبرُ نهر النيل من الرموز المُهِمّة فِي الاقتصاد والتّجارة والسّياحة فِي البلادِ العشرة التي يمرّ بها لما فيهِ من تنوّع جغرافي فَريد الذي يبدأ مِنَ المُرتفعاتِ فِي الجنوب وَيَقِلُّ الارتفاعات وُصولاً إلى الشّمال، وَفِي الأواني الأخيرة قَد تَعَرّضَ نَهرُ النيل إلى تَلَوّث نتيجَةِ أسباب كثيرة أدّت إلى التقليل من أهميّة النهر والتي سنقوم بالتعرّفِ عليها مِن خِلال مَوقِع مَوضوع.
أسباب تلوث نهر النيل جَميعُ المناطق التي يَمرّ بها نهرُ النيل هِي صالحة للزراعة وذلك بسبب أنّهُ أكثر نهر غزير بالماء وأيضاً لِعُذوبَةِ النهر، فإذا لَم يَتِم استغلالِه بالشّكلِ الصحيح والمحافظةِ عليه والاستفادةِ مِنَ المناطق القريبة مِنَ النهر بالزراعةِ والصناعة واتّباع الطرق البيئيّة السّليمة للحفاظِ على النهر سيتعرّض النهر إلى تلوّث كبير، وَمِن أحد أهمّ الدول التي أثّرت على تلوّث النهر هِيَ مصر وذلك لأسباب كثيرة منها:
- التلوّث الصناعي: تُقَدّر مخلّفاتِ مَصر الصناعيّة حوالي (500 مليون م2) فِي السنة، ومن هذِهِ المخلّفات (الصناعات الغذائيّة، الصناعات الكيميائيّة، والصناعات المعدنيّة، وغيرها) فَتُصرَف مُخلّفاتها الصناعيّة السائلة بالنهر ولا يتم معالجتها نهائيّاً وتصبّ فِي النهاية في بحيرات شمال الدلتا، وللحدّ مِن هذا التلوّث يجب معالجةِ الصناعات السائلة قَبلَ تصريفها بالنهر والأفضل أن لا يتم صَرفِها بالنهر نهائيّاً.
- النفايات الصناعيّة: هناك مُركّبات كيميائيّة تكون سامّة وتصنّفُ كمعادِن ثقيلة وخَطِرة على حياةِ الإنسان والكائنات البحريّة وأيضاً صَعبَةُ التحلّل والتفكّك مثل (الزئبق، الرصاص، الزرنيخ، والكادميوم)، وَعندَ رميها فِي النهر خصيصاً وَهِيَ ساخِنَة يُؤدّي إلى:
- التلوّث الحراري ويقلّل مِن نِسبةِ الأكسجين فِي الماء فَتُهلك جَميعُ الكائناتِ النباتيّة والحيوانيّة التي تعيشُ فِي النهر.
- إهلاكُ البكتيريا الهَوائيّة وَقتلها مِمّا يُقَلّل القُدرَةِ على التنقية الذاتيّة للماء.
- انتقال هذِهِ المواد إلى سلسِلَةِ الغذاء وَتُسبّب التَسَمّم والأمراض للإنسان، ويجب أن تقومَ جميعَ الشركاتِ المصريّة بالالتزام بِعَدم رميِ مُخلّفاتها الصناعيّة نِهائياً بنهرِ النيل وأن يُوضَع قوانين تُلزم الشّركاتِ بِذلك.
- رمي الفضلات والقمامة: إنّ جهلَ الناس عن أهميّة نهر النيل ومَدى تأثيرهُ على الاقتصاد والسياحة والزراعة وعدم معرفةِ الأضرار الناتجة عن رمي النفايات فقد أدّى إلى وعي الشعب المَصري بأنّهُ نهرٌ مَسموح أن يُرمى فيهِ كلّ شيء من دون خوف أو قلق، لِذلِك يَجِب توعِيَةِ الشعب المصري عَن أهميّة نهر النيل وأنّهُ رمز من رموزِ حظارتهم ويجب الحفاظُ عليه.