التجويد في اللّغة هو: مصدر من جوّد، تجويداً، وهو بمعنى الإتيان بالجيّد، أما معناه الاصطلاحي فهو: تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته، وذلك من خلال إعطاء كل حرف حقّه، والإتيان بالقراءة المجودة، الخالية من الرّداءة في النطق، وبذلك فإنّ أحكام التجويد تعتبر من العلوم المهمّة التي تبيّن كيفية قراءة القرآن الكريم بالشكل الصّحيح.
أحكام النون الساكنة والتنوينتعرّف النون الساكنة على أنّها النون الأصلية، وتكون حركتها السكون، وهي ثابتة لفظاً، وخطاً، ووصلاً، وهي ترد في الأحرف، والأسماء، والأفعال، والأسماء، أمّا التنوين فهو نون زائدة تلحق آخر الكلمة لفظاً، وتفارقها خطاً، وللنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام وهي: الإظهار الحلقي، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء.
الإظهار الحلقييعرف الإظهار في اللغة على أنه البيان، أما في الاصطلاح فهو: إخراج كل حرف من مخرجه والنطق به من غير غنة، والغنة هي صوت رخيم يخرج من أعلى الخيشوم في الأنف وقد سُمي الإظهار الحلقي بهذا الاسم؛ لأنّ جميع حرفه تخرج من الحلق، وهي: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، وهي مجموعة في أوائل الكلمات في العبارة "أخي هاك علماً حازه غير خاسر"، ويحدث الإظهار إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الحروف، ومثال ذلك قوله تعالى: (نِدَاءً خَفِيًّا) [مريم:3].
الإدغاميعرف الإدغام على أنّه: التخفيف عند التقاء الأحرف المتقاربة في المخرج من بعضها، ويحدث عند التقاء حرف ساكن مع حرف متحرك، بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدّداً، وقد عرفه ابن الجوزي بأنّه "النطق بالحرفين حرفاً كالثاني مشدداً"، وحروف الإدغام مجموعة في كلمة "يرملون"، فإذا جاءت النون الساكنة أو التنوين قبل حرف من أحرف "يرملون" كان الإدغام واجباً، أمّا إذا التقت النون الساكنة مع حرف "يرملون" في كلمة واحدة فلا إدغام لها، ويقسم الإدغام إلى نوعين:
الإقلاب في اللغة يعني التحويل، وفي الاصطلاح يعني قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم مع وجود غنّة، ويحدث الإقلاب إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين حرف "باء"، سواء في كلمة واحدة أو كلمتين، بحيث تُقرأ الميم نوناً وتبقى الغنّة على الميم بمقدار حركتين، ومثال ذلك "بسلطان مبين"، في قوله تعالى: (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) [ النمل: 21]، وتُقرأ "بسلطنمبين".
الإخفاءالإخفاء هو النطق بالحرف ما بين الإدغام والإظهار، دون تشديد مع النطق بالغنة في الحرف في النون الساكنة أو التنوين، ويحدث عند التقاء النون الساكنة أو التنوين بأحد أحرف الإخفاء وهي: الصاد، والذال، والتاء، والكاف، والجيم، والشين، والقاف، والسين، والدال، والطاء، والزاي، والفاء، والتاء، والضاد، والظاء، وهي مجموعة في أوائل البيت الشعري:
صف ذا ثنا كم جاد شخص
قد سما دم طيباً زد فـي تقى ضع ظالماًمن الأمثلة على الإخفاء " ينسلون" في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ) [سورة الأنبياء: 96].
المقالات المتعلقة بأحكام النون الساكنة والتنوين