محتويات
الصداقة
تُعرف الصّداقة بأنّها العلاقة الإنسانية التي تربط اثنين أو أكثر من النّاس معاً، تكون مبنيّةً على الاحترام المتبادل والمودّة والصّدق والأمانة، وتميل غالباً في الاهتمامات والنشاطات والسّلوكات المشتركة بين هؤلاء الأشخاص. وكما أنّ الصداقة تُصنّف أنّها علاقات إيجابية، فقد قيل فيها جميل القول على اختلاف تجارب النّاس، وفي الآتي نذكر بعض العبارات الجميلة عن هذه العلاقة الرّائعة.
كلام عن الصداقة
شعر عن الصداقة أنا في خاطري كلمة ولاني قادر أخفيها يقولون الزّمن غادر وأنا أقول الزّمن وافي يقولون الصّداقة سنين تبعدها وتدنيها وأقول إنّ القلوب أقوى ما بين إحساسه وإحساسي صداقة ترم خلّتني مع رقّة معانيها كتبت من الوفا قصّة أدوّنها بتجرافي ألا كلّ الحلى من هو بهالدّنيا يوازيها صديقة لا قسى وقتي وغدى بي الدّهر جافي عسى الله بالفرح يملى حياتها وكل أمانيها بفضل الله يحققها ويبقى قلبها صافي وعسى المولى يخلّيها لعين دوم ترجيها وتبقى بيننا الصّحبة على مرّ الزّمن كافي وصلاة الله على طه عدد ما نادى ناديها في يوم الضّيق يوم العبد يلجى ربنا حافي
المرء يعرف بالأنام بفعله اصبر على حلو الزّمان ومرّه واعلم بأنّ الله بالغ أمره
لا تستغب فتُستغاب، وربّما من قال شيئاً، قيل فيه بمثله
وتجنّب الفحشاء لا تنطق بها ما دمت في جدّ الكلام وهزله
وإذا الصّديق أسى عليك بجهله فاصفح لأجل الودّ ليس لأجله
كم عالمٍ متفضّلٍ، قد سبّه من لا يساوي غرزةً في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا والدرّ مطمورٌ بأسفل رمله
وأعجب لعصفور يزاحم باشقاً إلّا لطيشته وخفّة عقله
إيّاك تجني سكّراً من حنظلٍ فالشيء يرجع بالمذاق لأصله
في الجوّ مكتوبٌ على صحف الهوى من يعمل المعروف يجزى بمثله
قصة عن الصداقة
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هَرِمان في غرفة واحدة كلاهما معه مرض عُضال، أحدهما كان مسموح له بالجلوس في سريره مدّة ساعة يومياً بعد العصر، ولحسن حظّه فقد كان سريره بجانب النّافذة الوحيدة في الغرفة، أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت. كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام دون أن يرى أحدهما الآخر لأن كلاًّ منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السّقف. تحدّثا عن أهليهما، بيتيهما، حياتهما عن كل شيء. وفي كل يوم بعد العصر كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطّبيب ينظر في النّافذة واصفاً لصاحبه العالم الخارجي، وكان الآخر ينتظر هذه السّاعة كما ينتظرها الأول لأنّها تجعل حياته مفعمة بالحيويّة وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج، ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البطّ، والأولاد صنعوا زوارق من موادٍّ مختلفة وأخذوا يلعبوا فيها داخل الماء، وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصّغيرة للنّاس يُبحرون بها في البحيرة، والنّساء قد أدخلت كل منهنَّ ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشّى حول حافّة البُحيرة، وآخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزّهور ذات الألوان الجذّابة، ومنظر السّماء كان بديعاً يسرّ النّاظرين. وفيما يقوم الأول بعمليّة الوصف يُنصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدّقيق الرّائع، ثم يُغمض عينيه ويبدأ في تصوّر ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى. وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها. ومرّت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه، وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل، ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف، وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة، فحزن على صاحبه أشدّ الحزن، وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النّافذة، ولم يكن هناك مانع، فأُجيب طلبه، ولما حانت ساعة بعد العصر تذكّر الحديث الشيّق الذي كان يُتحِفه به صاحبه، انتحب لفقده ولكنّه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه السّاعة، فتحامل على نفسه وهو يتألّم ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ثم اتّكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي، وهنا كانت المفاجأة، لم يرَ أمامه إلّا جداراً أصمّ من جدران المستشفى، فقد كانت النّافذة على ساحة داخلية. نادى المُمرّضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها فأجابت إنّها هي، فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة، ثم سألته عن سبب تعجّبه فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له، كان تعجّب الممرضة أكبر إذ قالت له: ولكن المُتوفّى كان أعمى ولم يرَ حتّى هذا الجدار الأصمّ، ولعلّه أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنّى الموت.