أبي ذؤيب الهذلي

من الشّعراء الذين برعوا في الشّعر منذ زمن الجاهلية و الإسلام هو أبو ذؤيب الهذلي و هو شاعرٌ مخضرمٌ و معاصر أي عاش في الجاهلية و شهد الإسلام و قيل إنه أسلم بعد سن الخمسين ، و هذا الشّاعر من قبيلة هذيل التي كانت من أكثر القبائل التي تتقن الشّعر و إسم أبو ذؤيب الهذلي هو خويلد بن خالد بن محرث بن هذيل ، و هذيل قبيلة قبائل مضر التي سكنت الحجاز و سكن في وادي الرَّجيع الذي تردد اسمه في أبيات شعره .

عاصر الشّاعر أبو ذؤيب الهذلي عصر الإسلام و حقيقة إنه أسلم و لكن لم يرى الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و لكن أدرك وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام و مراسم دفنه ، كان يتقن التكهن بحركة الحيوانات و الطّيور و من الدلة على ذلك في ليلة وفاة الرّسول عليه الصّلاة و السّلام أدرك إنه سيسمع خبراً مفجعاً سيهز قبائل العرب. حيث رأى في المنام أن خبراً عظيما سيقع بين النخيل ( اي المدينة المنورة ) ففزع من نومه و قصد المدينة المنورة كان يعلم أن الرسول عليه الصلاو السلام مريضاً و لكن في طريقه للمدينة شاهد الغراب و علم منه إن الرسول عليه الصلاة و السلام قد توفي ، و بعد وفاة الرسول لزم الحجاز و أقام فيها عهداً حتى رجع للمدينة المنورة في عهد عمر بن الخطاب و سكن فيها هو و عائلته ، و فضل أيضا أبو ذؤيب الهذلي أن يجاهد في سبيل الله تعالى شهد فتوحات مصر . لكنه لم يشارك في الفتوحات التي كانت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب و لكن شارك في الفتوحات التي كانت في عهد الخليفة عثمان بن عفان فخرج في فتوحات إفريقيا التي كان الروم يغزوها فجاهد في الفتوحات أفضل جهاد و قيل إنه هو من عهد إليه القائد عبدالله بن الزبير بحمل البشرى بإنتصار المسلمين للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه لكنه توفي في أثناء توجه و المرور بمصر و توفي و دفن في مصر و دفنه عبدالله بن الزبير عندما علم بوفاته و عندما كان في أنفاسه الأخيرة رثى نفسه في بيت ذكر اسم أبا عبيد فيه و هو إبن أخيه الذي أقام على قبره فترة ثم عاد إلى مكة المكرمة و توفي أبو ذؤيب الهذلي في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه .

أتقن أبو ذؤيب الهذلي فنون الشعر فأتقن شعر المدح و الغزل و الهجاء و الرثاء و الخطابة ، و تبين من أبيات شعره و خصوصاً من شعر الرثاء بإنه تزوج و كان له ستة أولاد حيث مات خمس أولاد له في فتح مصر حسب الرواية بمرض الطاعون الذي أصاب مصر و هذا ما بيتنه قصيدته المشهور العينية التي رثى بها أولاده الخمسة ، و عاصر الشّاعر أبو ذؤيب الهذلي الشّاعر حسان بن ثابت رضي الله عنه .