أبو لهب أو عبد العزى بن عبد المطلب، هو عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويُكنى بأبي عتبة، حيث يعتبر الأخ غير الشقيق لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وقد لُقب بأبي لهب على يد أبيه عبد المطلب نظراً لوسامته، وفي يوم ولادة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قدمت إليه جاريته ثويبة لتبشره بميلاد ابن أخٍ له، ففرح لذلك وحررها من العبودية، لكنه وعندما جاء الرسول عليه الصلاة والسلام برسالة الإسلام إلى قريش عاداه وكانت له مواقف كثيرة في أذية المسلمين، حيث إنّنا سنتحدث عنه بالتفصيل في هذا المقال.
عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.
أسلم الصحابيان عتبة بن أبي لهب ومعتب بن أبي لهب يوم فتح مكة، أما عُتيبة فلم يسلم وقد كان زوج أم كلثوم بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك أختها رُقية التي كانت عند عُتبة، وقد أمر أبو لهب ولديه بتطليق ابنتي النبي محمد وقد فعلا ذلك.
ورد ذكر أبي لهب في القرآن تحديداً في سورة المسد، في قوله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ*مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ*سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ*وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ*فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) [المسد: 1-5]، في دلالة على أذيته هو وزوجته للمسلمين وما سيصلى من حساب عسير على ذلك، حيث يعتبر من المجاهرين بالعداء للدين الإسلامي وقد بدأ ذلك منذ إعلان النبي الدعوة الإسلامي فعارضه بشدة، وقد مارس كافة أنواع الإيذاء ضد النبي الكريم وكل من اتبعه، ولم يكتف بذلك القدر بل صد الناس عن النبي وعن الدعوة الإسلامية، كما أنّه لم يدخل في شعب بني هاشم مع قومة عندما حاصرتهم قريش.
استأجر أبو لهب العاص بن هشام بن المغيرة ليقاتل المسلمين في غزوة بدر بأربعة آلاف درهم، وقد شاركته في أعماله امرأته المعروفة باسم أم جميل، التي كانت من سيدات نساء قريش وهي أخت أبو سفيان، واسمها أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان التي ساهمت في إيذاء النبي الكريم وأصحابه، حيث كانت تجلب الأشواك وتضعها في طريق نبي الرحمة بخدف إدماء قدميه.
تعتبر سورة المسد تعتبر معجزة بحد ذاتها؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنّها توعدت أبا لهب وزوجته بالعذاب الخالد في نار جهنم، ويشار إلى أنّ هذه السورة نزلت قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات.