مدينة الزهراء

مدينة الزهراء

مدينة الزهراء من المدن الأندلسيّة ذات الشهرة الكبيرة، وهي واقعة على مسافة تبعد بحوالي 30 كيلومتراً من قرطبة، وتتميّز بوجود العديد من المباني التي استخدم في بنائها الذهب والرخام، حيث بنيت على يد الخليفة الأمويّ عبد الرحمن الثالث الذي أطلق عليه لقب الناصر، وحدث ذلك ما بين العامين936م-940م، وكانت غايته الأساسية من بنائها هي أن تكون مشابهة لدرجة كبيرة بقصور دمشق، التي تعدّ العاصمة القديمة للدولة الأمويّة، واستمرت في الازدهار والتطور لمدة طويلة من الزمن تقدر بحوالي ثمانين عام، إلّا أنّها هجرت من قبل أهلها، وحدث ذلك عندما قامت ثورة الأمازيغ بقيادة جنود قرطبة.

تاريخ مدينة الزهراء

تعرّضت مدينة الزهراء للطمر، ولم يتمّ اكتشافها إلّا في العام 1911م، وظهرت فيها العديد من الحفريات التي تعود للمباني التي شيّدت في هذه المدينة، والتي تقدّر نسبتها بحوالي عشرة بالمائة وهي تشغل مساحة تقدر بحوالي 112 هكتاراً، حيث تمّ بناء محطّة ذات حجم كبير، في القرن العشرين، وبالتحديد في داخل الحرم المحيط بالمنطقة الأثرية لهذه المدينة، وتعمل على تقديم العديد من الخدمات لعدة مناطق مجاورة لها، وتتميز هذه المحطة بأنها الوحيدة التي تم تعليق فيها لافتة كتبت باللغة العربية، والتي تم طباعتها من قبل الأندلس بشكل رسمي، وأثارت هذه اللافتة العديد من التساؤلات التي تدور حول التمويل الذي تحصل عليه المحطة، وهل هو تمويل عربي أم لا؟، بالإضافة إلى العديد من اللافتات التي تحمل أسماء العديد من الطرق التي توصل إلى المغرب، والتي تمّ كتابتها باللغة العربية، وبالتحديد بخط عربي يدوي، إلا أنها في غالبية الأحيان تظهر للقارئ على أنها أسماء باللغة العربية ومكتوبة بطريقة معكوسة، أي مكتوبة من اليسار إلى اليمين.

مميزات مدينة الزهراء

تتميز مدينة الزهراء بأنها من المدن ذات الأهمية الكبيرة والسيرة العطرة، بالإضافة إلى الذكريات التي تعود لفخامتها التي فقدتها، فهي من المقامات المهمة التي حدثت في تاريخ الأندلس المعماري والفني، حيث أنها من المدن التي تتميز بعظمتها وروعتها التي اقترنت بالعصر الذي حكمه الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر لدين الله، وحدث ذلك في ما بين العامين350م_300م، حيث قام هذا الخليفة ببدء عملية التشييد لهذه المدينة في العام936م، وجاءت فكرة بنائها، بعد أن أصبحت مدينة قرطبة من المدن الضيقة، وكانت الحاجة ملحة للقيام بذلك، واستمر العمل ببناء هذه المدينة لعهد الناصر، وامتدت إلى فترة طويلة من العهد الذي حكم فيه ولده المستنصر، فلم يبخلوا على هذه المدنية، فهي تميزت بصروحها العظيمة، والمرافق الخاصة بها والتي تتمتع فخامتها، وتم تشييد القصر الخاص بالخلافة في هذه المدينة.