محافظة دولسدورف
دوسلدورف هي إحدى المدن الواقعة إلى الغرب من ألمانيا، وهي عاصمة وستقاليا – ولاية شمال الراين، تُعتبر واحدة من أكبر المدن في البلاد، إضافةً لهذا فهي ثاني أهمّ مركزٍ اقتصاديٍ ألماني وعالمي بعد مدينة فرانكفورت، ومركز المدينة هي منطقة الراين – رور، وتعد من أكثر المناطق الأوروبيّة كثافةً بالسكان. حسب إحصائيّات عام ألفين وسبعة فقد بلغ عدد سكان المدينة أكثر من خمسمئةٍ وخمسٍ وثمانين ألف نسمة.
تشتهر المدينة التي يشقّها نهر الراين إلى نصفين بالأزياء والمعارض التجاريّة، وتعدّد المناسبات المُحتفى بها، ومن أشهر المعارض المقامة بها معرض المتعة؛ وهو من أشهر المعارض الترفيهيّة المُقامة في المدينة. تحتل المحافظة المرتبة السادسة على مستوى العالم والمرتبة الأولى على مستوى ألمانيا - وفق المسح الذي قامت به مؤسسة ميرسر عام ألفين وتسعة - كأفضل المدن من ناحية جودة المعيشة.
نبذة تاريخيّة
في الفترة الواقعة ما بين القرنين السابع والثامن للميلاد، تمركزت في المنطقة عددٌ من المستوطنات التي امتهنت الصيد والزراعة عند نقطة تدفق نهر الدوسل الصغير؛ حيث كانت هذه المستوطنات هي الممهّدة لبداية دوسلدورف.
وقعت المدينة تحت حكم البيرغ عام ألفٍ ومئة وستٍ وثمانين؛ حيث نقل الكونتات مقرّ الحكم الرئيسي إلى البلدة، وفي تاريخ الرابع عشر من آب من عام ألفٍ ومئتين وثمانيةٍ وثمانين منح الكونت (أدولف الخامس) بلدة دوسلدورف امتياز المدينة. بعد تلك الفترة ظهرت في المدينة ساحة للسوق محاذية لضفاف نهر الراين تمّت حمايتها بأسوار المدينة، وفي عام ألفٍ وثلاثمئةٍ وثمانين اختيرت المدينة كعاصمةٍ إقليميّة لدوقيّة البيرغ.
في الأعوام التي أعقبت تلك الفترة تمّ بناء العديد من المعالم المهمّة الرئيسيّة في المدينة، من بينها كنيسة القديس لامبيرتوس. ازدهرت المدينة بشكلٍ كبير ومثيرٍ للإعجاب في فترة حكم يوهان ويلهيلم الثاني (يان ويليم)، وبعد وفاته وكونه لم يكن له وريث للحكم، فإن المدينة قد تعرضت لأوقاتٍ عصيبة، خاصةً بعد تولّي الأمير كارل ثيودور العرش في بافاريا.
إبان الحرب النابليونيّة ضرب الفقر والدمار المدينة، وكان نابليون بونابرت قد جعل من مدينة بيرغ دوقيةً عظمى عاصمتها دوسلدورف، وبعد هزيمة نابليون أصبحت المنطقة المحيطة بالراين والتي تشمل بيرغ ودوسلدورف في أيدي مملكة بروسيا، تبعها تأسيس ما كان يعرف باسم برلمان مقاطعة الراين.
في أواسط القرن التاسع عشر بلغ عدد سكان المدينة ما يقارب من مئة ألف نسمة، يعود الفضل في تحقيق هذا الأمر إلى الثورة الفرنسيّة التي كانت في أوجها في تلك الفترة، وقد زاد إلى الضعف عام ألفٍ وثمانمئةٍ واثنين وتسعين، إلّا أنّها قد وقعت تحت القصف الاستراتيجي الذي طال العديد من المناطق إبان الحرب العالميّة الثانية، والذي خلّف الكثير من الدمار والخسائر.
في أربعينيّات القرن الماضي، اختيرت المدينة عاصمةً للولاية الفيدراليّة الجديدة التي سمّيت شمال الراين – وستقاليا، جرى بعدها العمل على إعادة إعمارها بشكلٍ سريع، وأصبحت بفعل التطوّر الاقتصادي الذي شهدته الفترة التي تبعت انتهاء الحرب العالميّة الثانية واحدة من أهمّ وأغنى المدن التي برزت في مجالات الإدارة والتجارة والخدمات.
المقالات المتعلقة بمحافظة دوسلدورف