كيف نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد

كيف نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد


نزول القرآن الكريم

القرآن الكريم هو الدستور الإلهيّ الذي يحفظ الإسلام بين صفحاته من العبث والتزييف، وهو المعجزة الكُبرى في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي لا تزال خالدةً إلى يومنا الحالي، وستبقى كذلك إلى قيام الساعة، فبكلمات القرآن الكريم بدأ الإسلام وبعثته -صلى الله عليه وسلم- عندما نزل عليه جبريل -عليه السلام- في غار حراء لأوّل مرةٍ بصورته الحقيقية، وهو جالسٌ في غار حراء ليخبره ببعثته وبأنّه رسولٌ إلى البشريّة بأن تلا عليه أوّل خمس آياتٍ من سورة العلق، فكانت هذه المرّة الأولى التي ينزل فيها القرآن الكريم عليه -صلى الله عليه وسلم-.

 

طريقة نزول القرآن الكريم

وفيما بعد استمرّ نزول القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- بشكلٍ مستمرٍ حتى وفاته، بحيث نزل عليه متفرّقاً وكان هذا لحكمٍ متعدّدةٍ ومختلفةٍ، فكان من أهداف نزول القرآن الكريم متفرّقاً على النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه بذلك ثبّت قلبه -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام والرسالة، فكانت كلّ آيةٍ أو كلّ مقطعٍ ينزل من القرآن الكريم يعالج موقفاً في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو يحلّ مشكلةً ما واجهته، فكما نعلم أنّ رسالة الإسلام التي أدّاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأمانة كانت صعبةً جداً؛ بحيث لا يستطيع تحمّلها بشرٌ على الإطلاق، وبما أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو بشرٌ في نهاية المطاف، ما كان ليستطيع تحمّل المصاعب والآلام التي واجهته لو لم ينزل القرآن الكريم متفرّقاً عليه.

لم يكن القرآن الكريم ينزل متفرّقاً بالترتيب أيضاً؛ إذ إنّها لم تنزل كلّ يومين آيةٌ أو كلّ أسبوعٍ من حياته على سبيل المثال في موعدٍ محدد، ولكن كانت تنزل الآيات عليه -صلى الله عليه وسلم- بحسب الحاجة إلى ذلك، ففي بعض المواقف كانت تنزل آيةٌ واحدةٌ عليه -صلى الله عليه وسلم- وخمسةٌ في أخرى أو عشرة كما في حادثة الإفك، والتي نزلت فيها براءة عائشة -رضي الله عنها- في القرآن الكريم، فكانت تلك واحدةً من المواقف التي ثبّت الله تعالى بها نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأظهر الحق وغدر المنافقين في القرآن الكريم إلى يوم القيامة، واستجاب بها دعوة عائشة -رضي الله عنها- وتوكّلها عليه تعالى.

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وقد أنزله على الرسول صلى الله عليه وسلّم بواسطة جبريل -عليه السلام-، فكان جبريل رسولاً من الله إلى رسول الله وكان -عليه الصلاة والسلام- رسولاً إلى البشرية كلّها من الله تعالى، فلهذا لم يكن لهما أيّ شأنٍ في كيفية ترتيب القرآن وكيفية نزوله، فهما كانا ينقلان كلام الله تعالى حرفيّاً إلى الناس، ولكنّ جبريل -عليه السلام- لم يكن ينقل الكلام إليه -صلى الله عليه وسلم- بالطّريقة نفسها التي نقلها إليه في غار حراء على هيئته الحقيقيّة؛ فقد كانت تلك الهيئة شديدةً على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يستطيع تحمّلها على الدوام.

كان جبريل عليه السلام يأتي إلى الرسول صلّى الله عليه وسلم أحياناً كصلصلة الجرس أيّ كصوت طنين الجرس، فيفهم -صلى الله عليه وسلم- ما قاله له، وقد كانت تلك أشدّ طرق نزوله وكان يعرف من حوله بذلك، إذ إنّه عندما كان ينزل عليه -صلى الله عليه وسلم- بتلك الهيئة كان يتعرّق ويتعب من ذلك حتى في الأيام شديدة البرد، وكان -عليه السلام- ينزل عليه أحياناً أخرى بصورة رجلٍ حسن المظهر، فيخبره بكلام الله تعالى، وقد كان يأتيه في أوقاتٍ أخرى ككلام اليقظة.

 

المقالات المتعلقة بكيف نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد