عدد الديانات السماوية

عدد الديانات السماوية


الدين والإنسان

يعتبر الدين من أهم العوامل التي تؤثر في نمط معيشة الإنسان، وفي نمط تفكيره، وفي الطريقة التي ينظر بها إلى هذه الحياة، ويتعامل بها معها، فالدين نظام متكامل يحمل في طياته الأخلاق، والشعائر، والروحانيات، كما أنه يخلق الأمل للإنسان خاصّةً في أشدّ المواقف يأساً وإحباطاً.

تنوعت الديانات على الأرض، فالدين هاجس أساسي للإنسان، شغل عقله، وحياته، وتفكيره، وقد هدى الله تعالى الناس إلى عبادته وحده خالق هذا الكون، وصانعه، ومبدعه، ومسيِّره، حيث أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وموضّحين للناس حقيقتهم، وأين كانوا، ولماذا خلقوا، وماذا سيكون مآلهم، ومن هنا فقد برزت عدّة ديانات سماوية، مصدرها الله تعالى، تلتقي فيما بينها بالعديد من نقاط الالتقاء، وتختلف في الوقت ذاته في العديد من المعتقدات، غير أنّها تهدف كلها لنفس الهدف وهو نشر الخير، والسلام، والرحمة، والمحبة في كافة أرجاء الأرض، وفيما يلي بعض التفاصيل حول هذه الديانات.

 

عدد الديانات السماوية

يطلق على الديانات السماوية أيضاً تسمية الديانات الإبراهيمية، كونها تلتقي كلها عند رسول الله إبراهيم الخليل -عليه السلام-، وقد تعارف الناس على أنها ثلاث ديانات، أو ملل هي التي يُشكّل أتباعها نسبة كبيرة من سكان الأرض، وهذه الديانات الثلاث هي: اليهودية؛ وهي الديانة الأولى، والمسيحية؛ وهي الديانة الثانية، والإسلامية، وهي الديانة الخاتمة والأخيرة. هذا وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من الديانات الأخرى التي ينسبها البعض إلى فئة الديانات الإبراهيمية.

ترجع أصول الديانة اليهودية إلى رسول الله موسى -عليه السلام-، وهي أولى الديانات السماوية، حيث امتازت بتشريعاتها المتعددة والمفصلة، إلى جانب كتاب التوراة الذي نزل على الرسول موسى. تعتبر الديانة اليهودية من الديانات المعترف بها عالمياً، على الرغم من قلة عدد أتباعها، أما شخصية الرسول موسى فتحظى باحترام، وتقدير، وتعظيم بين كل المؤمنين بالله تعالى.

الديانة الثانية هي الديانة المسيحية؛ وهي الديانة الأوسع انتشاراً، وهي التي تتمحور حول شخصية السيد المسيح -عليه السلام-. تمتاز الديانة المسيحية بكونها ديانة روحانية، تدعو إلى تهذيب النفس، وتركّز على أهمية تطهيرها مما شابها من الخطايا، والآثام، وأمراض القلوب المختلفة. للمسيحية كتاب مقدس يحتوي على التعاليم التي تهم أتباعها.

أما الديانة الثالثة والأخيرة فهي الديانة الإسلامية، وهي التي نزلت على الرسول محمد بن عبد الله -عليه السلام-، قبل نحو ألف وأربعمئة عام تقريباً، حيث تعتبر الثانية من حيث الانتشار حول العالم في يومنا هذا بعد الديانة المسيحية. ركزت الديانة الإسلامية على الجانب الروحاني، وعلى أهمية اتصال الإنسان بالخالق -سبحانه وتعالى-، وعلى تهذيب النفس الإنسانية، إلى جانب عدم إغفالها ضبط إيقاع الحياة من خلال التشريعات التي شملت كافة جوانبها. تعترف الديانة الإسلامية بكافة الأنبياء والرسل، ويعتبر الإيمان بهم جزءاً أساسياً من العقيدة، وللإسلام هو الآخر كتاب مقدس يدعى القرآن الكريم.

 

المقالات المتعلقة بعدد الديانات السماوية