جزيرة بوفيت
تُعتبر جزيرة بوفيت إحدى الجزر البِكر غير المأهولة بالسكان في الدائرة القطبية الجنوبية، وأكثرها بعداًعن العالم، وتعود تسميتها نسبةً للرحّالة النرويجي تشارلز جان بابتيست دي بوفيت لوزير، الذي اكتشفها في شهر كانون الأول من عام ألف وسبعمئة وتسعة وثلاثين ميلادي.
الموقع والمساحة
تقع جزيرة بوفيت في الجهة الجنوبيّة من المحيط الأطلسي في القطب الجنوبي، وهي تابعة لدولة النرويج، وقد تكوّنت من الحمم البركانيّة المنصهرة، تتخلّلها أنهار جليديّة، وتشكّل ما نسبته ثلاثة وتسعين بالمئة من مجمل مساحتها الّتي تبلغ حوالي ألفين وخمسمئة وخمسة وعشرين كم2.
من الجدير بالذكر أنّ هذه المساحة ليست ثابتة الأبعاد، فمن الملاحظ أنّها دوماً تكبر وفي ازدياد مستمر، وذلك بفعل النشاط البركاني الحاصل فيها، إضافة للعوامل الجويّة والمناخيّة الّتي تؤثّر فيها، ويبلغ أعلى ارتفاع فيها عن مستوى سطح البحر حوالي سبعمئة وثمانين متراً.
تتوسّط جزيرة بوفيت هضبة فلهلم الثاني، والتي تحوي على بحيرة، تكوّنت بفعل المقذوفات البركانية من بركان ما زال ينشط بين الحين والآخر، وهي ممتلئة بالجليد، وتبعد عن دولة جنوب إفريقيا ما يعادل ألف وستمئة ميل. لعلّ وجود أكبر محطة آليّة لرصد الأحوال الجوية، هي أهمّ ما أقيم على هذه الجزيرة، حيث تعنى هذه المحطّة بدراسة الطقس والمناخ.
القارب اللغز
في عام ألف وتسعمئة وأربعة وستين للميلاد، وبينما كانت السُلطات التّابعة لدولة جنوب إفريقيا تقوم - بعد الحصول على تصريح من الحكومة النرويجية - في البحث والدراسة حول إمكانيّة إنشاء مجمّعات سكانّية ومجتمعات بشرية على هذه الجزيرة ذات الأرض الجرداء، فتمّ العثور على قاربٍ تتلاطمهُ أمواج البحر وهو عالق بين الصخور الجليدية، يوجد برفقته مجدافان.
بعد التدقيق في القارب وحالته الرّاهنة، رصدت مدلولات توضّح أنّ القارب كان على متنه عدة أناس، وذلك إثر العثور على بعض حاجياتهم ضمن القارب، ولكن لم يتمّ التعرّف على أيّ أثرٍ لهم، ولم يتم التوصّل لأيّة معلومة تَفضي إليهم، وتُفيدهم حول حقيقة من كانوا، وعن هويتهم، وعن أصولهم، أو حتّى وجهتهم.
كما لم يتمّ البتّ حول الأمر الذي أدّى بهم ليبحروا عبر ذلك القارب إلى تلك البقعة من الأرض، أي جزيرة بوفيت، وظلّت الأقاويل تتردّد بين أخذٍ وصدّ، إن كان وجودهم عبارة عن صدفة بحتة، أم أنّهم تاهوا عن وجهتهم التي يقصدونها.
أسئلة وافتراضيّات عديدة حيّرت الباحثين عن حقيقة وجود القارب، وما زال لغزه ينتظر الحلّ إلى يومنا هذا، برغم العديد من الدراسات الحثيثة التي تناولت هذه القضية المحيرة.
المقالات المتعلقة بجزيرة بوفيت