وسائل محاربة الغش

وسائل محاربة الغش

الغش

نهى النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن الغشّ باعتباره خلقًا ذميمًا، وصفةً سيّئة تُعبّر عن سوء أخلاق صاحبها، وقلّة الوازع الدّيني عنده، فأمّة الإسلام ينبغي لها أن تكون قُدوةً للأمم في أخلاقها وقيمها ومرجعيّتها، فمن غشّ أو خان في تعامله أو بيعه وشرائه فلا ينتمي إلى الأمّة ولا ينتمي إلى منظومتها الأخلاقيّة الرّفيعة وفي الحديث الشّريف (من غشّنا فليس منا) [رواه مسلم].

إنّنا نشهد في عصرنا الحاضر وللأسف سلوكيّات كثيرة في الغشّ والاحتيال يستهين بها المسلمون، فترى بعض النّاس يغشّون في تجارتهم وبيعهم وشرائهم، ومن الأمثلة على ذلك أن يبيع الرّجل صنفًا من الطّعام على أنّه بِضاعةٌ مستوردة بينما هي في الحقيقة بضاعة محليّة الصّنع، أو من يخفي تاريخ إنتاج السّلعة أو يغيّرها حتّى لا يحجم المستهلك عن شرائها، وكذلك يكون الغشّ في صورٍ مختلفة من صور الحياة وسلوكيّات الناس ومن أشهر أنواع الغشّ الغشّ في الامتحانات بين طلاب المدارس والجامعات .

وسائل محاربة الغشّ

لا شكّ بانّ محاربة الغشّ تحتاج إلى جهودٍ فرديّة وجماعيّة، كما أنّها تتطلّب وسائل تعين على محاربة هذه الظّاهرة، ومن أبرز هذه الوسائل نذكر:

  • تربية الأجيال على قيم الدّين الحنيف وتعاليم الشّريعة الإسلاميّة، فقد حرّمت الشّريعة الإسلاميّة الغشّ وعدّته خلقًا ذميمًا وصفة سيئة، وبالتّالي على المربّين والمعلّمين والآباء مسؤوليّة تربية الأجيال على حرمة هذه السّلوكيّات وأنّها قد تكون سببًا لسخط الله تعالى وغضبه على صاحبها .
  • تعزيز الرّقابة على الغشّ بصوره المختلفة؛ فالدّول والحكومات قادرة بلا شكّ من خلال أدَواتها المتاحة على محاربة هذه الظّاهرة، وفي التّاريخ الإسلامي أنيطت هذه المهمّة الجليلة بجماعة الحسبة التي تقوم بمراقبة الأسواق ومنع الغشّ بين التّجار والتّلاعب بأقوات النّاس، وتطفيف المكيال وغير ذلك من السّلوكيات الخاطئة .
  • إحياء خلق التّناصح بين المسلمين، فكم نفتقد في وقتنا الحاضر إلى من ينصحنا في ديننا، ويًذكّرنا بضرورة العَودة إلى قيمه وتوجيهاته، فربّما يَتناسى كثيرٌ من النّاس أثر الغشّ ومضاره على الفرد والمجتمع، وهنا يأتي دور النّاصح الأمين الذي يشفق على أخيه المسلم في إصراره على الغشّ وغيره من الذّنوب.
  • تطبيق مفاهيم العدالة الاجتماعيّة والمساواة بين النّاس؛ فكثيرٌ من النّاس يعلّلون لجوؤهم للغشّ والاحتيال وغير ذلك من السّلوكيّات الخاطئة إلى صعوبة الحياة وكثرة الظّلم فيها وانعدام العدالة والمساواة، ولا شكّ بأنّ ذلك يشجّع على الغشّ وإن لم يكن عُذرًا له، وعلى الدّولة أن تحرص على تطبيق العدالة الاجتماعيّة بين النّاس لدرء مخاطر انتشار الغشّ والاحتيال وغير ذلك من السّلوكيّات.

المقالات المتعلقة بوسائل محاربة الغش