الإيمان قرّر العلماء المسلمون في مسائل التّوحيد مسألةً في غاية الأهميّة وهي زيادة الإيمان ونقصانه، فالإيمان الذي هو الاعتقاد القلبي الجازم بالله تعالى المشتمل على أركان ستّة يزيد ويتعاظم في لحظاتٍ ومواقف معيّنة، بينما ترى هذا الايمان يضعف في مواقف أخرى، فما هي الوسائل التي تقوّي الإيمان في النّفس؟
وسائل تَقوية الإيمان - العِبادة: العبادات كالصّلاة والصّيام تُؤدّي إلى زيادة الإيمان؛ ذلك لأنّ الذي يقف بين يدي ربّه لتأديَة ركعاتٍ مُعيّنة يستشعر فيها عَظَمة الخَالِق الذي يقف بين يديه، ويستَشعر معاني الرّهبة منه سُبحانه، وكذلك الحال مع الصّيام الذي يكون فيه استشعارَ الإنسان لنِعَم الله عليه وإحساسه بالمَحرومِين والمحتاجين.
- الذِّكر: من الأمور التي تَزيد الإيمان في النّفس؛ فالذّكر دائمُ الاتّصال مع ربّه سبحانه عندما يُردّد أدعيَة الاستعَانة، والرّجاء، والتّوكل، وكلّ تلك المعاني بلا شكّ تزيد من إيمان المسلم وتقوّي صلَته بربّه سبحانه.
- تلاوة القُرآن: فالقرآن الكريم كتاب اللهِ المُعجِز الذي يشتمل على سُورٍ وآياتٍ تَبعث في النّفس الخشوع والطّمأنينة، وتبعثُ الرّهبة حينما تقرآ آيات العذاب والوَعيد، والرّغبةَ عندما تقرأ آيات الثّواب والنّعيم، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
- تَرك الذّنوب والمَعاصي: الذّنوبُ والمَعاصي تُبقِي في القلوب أثرًا سيئًا، كما أنّها قد تكون سببًا في الرّان الذي يكسي القلوب ويجعلها أكثر قسوةً، وأقلّ استجابةً لأوامر الله تعالى؛ وبالتّالي فتركها يُجلي القلوب لباريها فتبقى يَقظةً خاشعةً لله سبحانَه.
- حُضور حلقات العِلِم ومَجالس العُلماء: فالعالِم والمُتعلِّم بلا شك يزيد إيمانهم؛ لأنّهم بالعِلم يعرفون ربّهم حقّ المعرفة، ويُدركون غاية الله سبحانه في الخلق، ويتعرّفون على آياته ومعجزاته الباهرة في الكون والآفاق.
- مصاحَبة الصّالحين واجتناب الفاسدين: الصّحبة الصّالحة تُعين المسلم على عبادة الله وطاعته؛ فبالتّالي يزداد إيمانه عندما يذكّرونه بالله تعالى دائمًا، ويتواصلون معه على البرّ، والخير، والمعروف، قال تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ). العصر: [1-3].
- الشّريك الصّالح في الحياة: إنّ الزّوجة الصّالحة والزّوج الصّالح من النّعم التي يُنعم الله بها على الإنسان، ومن الأسباب التي تزيد الإيمان وتقوّيه في النّفس؛ فالشّريك الصّالح يُعين شريكه على الطّاعة، ويشجّعه على فِعل الخير والمَعروف وينهاه عن المنكر، ويمنعه من الظّلم والبغي.
- تذكير النّفس بالموت دائمًا؛، فقد كان الفاروق عمر رضي الله عنه يضع خاتمًا منقوشًا عليه كفى بالموت واعظًا ياعمر، وفي الحديث الشّريف (أكثروا من ذكر هادم اللذات) [رواه الترمذي]