ارتبط تطوّرُ الإنسان والحضارة البشريّة بالقدرة على التنقّل بين أماكنَ بعيدة ومتفرّقة في زمن أقصر، فكانت وسائل النقل البدائيّة التي تعتمد بصورة أساسيّة على الجهد المبذول من قبل الإنسان أو الحيوانات المستأنسة بطيئة الحركة، ولا تساعد على نقل أحمال كبيرة في حالات الاستخدام التجاريّ، مع التعرّض للكثير من المخاطر الطبيعيّة أو البشرية، ومع تطوّر الحضارة قام الإنسان بتطوير الطرق ووسائل النقل المختلفة، سواء البريّة، أو البحريّة، أو الجويّة.
تطوّر وسائل النقل النقل البريّيرجّحُ الأثريّون أنّ أولَ استخدام للعجلة كان في بلادِ الرافدين، حيث ابتكرها السومريّون قبل حوالي خمسة آلاف عام قبل الميلاد، ومنها انتقلت إلى كلٍّ من أوروبا والصين والهند، وصاحب ابتكار العجلة واستخدام الحيوانات المدجّنة في جرّ العربات تعبيد مسافات طويلة من الطرق للحفاظ على الاتصال بين أرجاء كلّ دولة، خاصّة الإمبراطوريّات الكبرى في الصين والإمبراطوريّة الرومانيّة، وفي القرن التاسع عشر صُمّمَ أوّلُ طريق سريع حديث في قارة أوروبّا، مع اختراع العربات التي تعملُ بالبخار، وظهرت أنواعٌ عديدةٌ منها مخصّصة للاستخدامات المختلفة، كالشاحنات، والجرّارات، والسيّارات.
السكك الحديديّة: رغم أنّ نقل الركاب باستخدام السكك الحديديّة يعتبر حديثاً نسبياً لمواكبتِه الثورة الصناعية في قارة أوروبّا، إلا أنّ استخدام العربات التي تسير على قضبان لنقل البضائع كان مستخدماً بكثرة في مناطق التعدين، حيث كانت تنقل المعادن المستخرجة من باطن الأرض إلى السفن أو القوارب، ثمّ إلى أماكن تحويلها.
النقل البحريّتطوّر النقل البحريّ بتطور معرفة الإنسان عن البحار والملاحة البحريّة والنهريّة، وقدرته على رسم الخرائط، وبدأ النقل البحريّ البدائي في مجاري المياه العذبة، حيث احتاجَ الإنسانُ إلى الصيدِ أو عبور الأنهار، أمّا بحرياً فقد طُوّرتْ قواربُ لنقل المسافرين والبضائع بين موانئ البحر المتوسّط قبل نحو ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ومع بداية الثورة الصناعية صُمّمتْ سفنٌ بخاريّة تعمل بالوقود الحفريّ، وقد استخدمت لنقل الركاب والبضائع والأغراض الحربيّة في المحيط الأطلنطي بصفة خاصّة قبل شيوعها حول العالم، والجدير بالذكر أنّ العديد من الحضارات أقدمت على شقّ مجاري مائيّة لأغراض النقل النهريّ داخليّاً، خاصّة في الصين وبعض دول أوروبّا.
النقل الجويّتزخرُ الأساطيرُ بحكاياتٍ حول محاولات الإنسان الطيران، وعلى مرّ التاريخ استطاع البعض بدْءاً من القرن السادس محاولة محاكاة الطيور في الطيران، وذلك حتّى القرن الثامن عشر حيث تمّت تجربة أول منطاد هوائيّ في فرنسا، وتلاه اختراع الطائرة باستخدام المحرّك على يد الأخوان رايت في بدايات القرن العشرين، ومنذ ذلك الوقت استحوذ النقل الجويّ على نسبةٍ كبيرة من إجمالي عمليّات نقل الركاب والبضائع حول العالم.
المقالات المتعلقة بوسائل النقل وتطورها