يحتاج الإنسان للتنقل من مكانٍ إلى آخر إلى وسائل نقل، خاصة إذا كانت هذه المسافة طويلة جداً ولا يمكنه السير على الأقدام، وحالياً ربما أصبح الإنسان معتاداً على وسائل النقل، فالبعض يتكاسل عن المشي بضعة أمتار، وبغض النظر عن الآثار السلبية لذلك ولضرورة المشي يومياً باعتباره نوعاً من أنواع الرياضة، إلّا أنّه لا يمكن الاستغناء في الوقت نفسه عن وسائل النقل، ولو ذهبنا بخيالنا إلى الأزمنة القديمة وتخيلنا كيف كانت الحياة دون وسائل نقل وموصلات لوجدناها صعبة أو حتى مستحيلة، ولكنها فعلياً كانت كذلك، وهذا ما سنتحدث عنه فيما يلي، وسائل النقل التي استخدمها الإنسان قديماً وكيفية تطورها مع الوقت تدريجياً، علماً بأنّها ثابتة ولم تتغير بحيث تتضمن النقل البريّ والبحري، إلّا أنّ مدى تطورها وكيفية استخدامها هو المختلف.
النقل البريبدايةً أنشأ الإنسان الطرق أو الدروب التي اعتمدت للتنقل وللوصول إلى الأماكن المختلفة، وعندما أيقن الإنسان إمكانية استخدام بعض الحيوانات من خلالها ركوبها فعل ذلك، فاستخدم الحصان والحمار إضافةً للثور، وعندما ظهرت التجارة تمّ توسيع هذه الدورب لتستوعب الحيوانات وحركتها، ثمّ بدأ باستخدام عربات النقل البدائية، وهي عبارة عن أخشاب أو عصي مربوطة من الجوانب بظهر الدابّة لتجرّها.
وعندما جاء السومريون في الفترة ما بين أربعة الآف إلى خمسة الآف سنة قبل الميلاد، استخدموا العجلات، وتمكنوا من خلالها من الوصول إلى القارة الأوروبية وكذلك الهند تحديداً في الألف الرابعة ما قبل الميلاد، ووصلوا إلى الصين في عام 1200 ما قبل الميلاد، وعندما ظهرت الإمبراطورية الرومانية تمّ توسيع الطرق والمحافظة عليها؛ لتساعدهم في الازدهار والبقاء.
وخلال الحضارة الإسلامية تمّ تأسيس مجموعة كبيرة من الطرق والشوارع المميزة والملفتة، تحديداً في العاصمة العراقية بغداد، وتزفيتها بمادة تسمّى القطران في القرن الثامن للميلاد؛ لأنّ تلك المنطقة غنية بحقول النفط التي يُستخرج منها القطران من خلال عملية تسمّى التقطير الإتلافي.
وعندما قامت الثورة الصناعية صمم شخص اسّمه جون آدم في الفترة ما بين عام 1756م و1836م أول طريق سريع بالاعتماد على مجموعة من المواد الرخيصة، وظهر هنا ما يعرف بالطريق المُعبّد، المكون من خليط من التربة والحصى، ورفع الشخص نفسه بعد فترة مستوى الطريق عن الأرض المحيطة به.
النقل البحريخلال العصر الحجري ولأنّ الإنسان كان يعتمد على الصيد للحصول على القوت صمم مجموعة من القوارب البدائية التي تمكنه من الملاحة في النهر، وقد تمكن مجموعة من الأشخاص في الفترة ما بين أربعين إلى خمسين ألف عام قبل الوصول إلى أستراليا عبر السفن، ومع التطور التجاري ووجود الحروب طورت السفن الشراعية التي تسمّى القادس قبل أكثر من ثلاثة الآف عام ما قبل الميلاد، ولكن صناعة السفن أُهملت لفترة من الزمن بسبب تطوّر السفن التي تستطيع عبور كبرى المحيطات، وكان أبرزها السفن العربية التي طورت في القرن الثالث عشر للميلاد، وبعدها السفن الصينيّة والمدرعة في القرن الخامس عشر للميلاد.
وعندما بدأت الثورة الصناعية تمّ صناعة أول سفينة تسير على البخار وطورت بعدها لتسير على الديزل، إلى أن وجدت الغواصات تحديداً العسكرية، ومن ناحية أخرى تمّ صناعة قوارب مخصصة للنقل عبر الأنهار، وقبل حوالي أربعة الآف سنة ما قبل الميلاد طُوّرت القنوات المائية في العراق، واستُخدم نظام الري لأول مرّة في العالم قبل أكثر من ألفين عام قبل الميلاد في وادي السند الموجود بالباكستان والمنطقة الشمالية من الهند.
المقالات المتعلقة بوسائل النقل القديمة