الرحمة المُهداة رسول الله محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- هو الرحمة المهداة من ربّ العالمين إلى بني آدم؛ ليخرجهم من ظلمات الجهل، والتبعيّة، والهوى، والتعصّب إلى نور العلم، والعزّة، والتعقُّل، والتآخي الإنسانيّ، فقد حملت الرسالة الخاتمة التي لم يدَّخر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جهداً في سبيل نشرها وإبلاغها أسمى المعاني والقيم النبيلة التي توجد الحلول الناجحة لكلّ ما تعانيه البشرية من: مشكلات، ومُلِمَّات، ونوازل.
تعلَّقت قلوب المسلمين بشخص رسول الله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وبأفكاره، وأقواله، وأعماله، وبكل ما ارتبط به، حتى أولئك الذين أتوا بعده ولم يتسنَّ لهم مرافقة جنابه الشريف كانوا أشدَّ شوقاً لرؤيته، لِما سمعوا عنه من آثارٍ عظيمة، ولما لمسوه من أثر النور الذي ابتدأ هو بإضاءة شعلته. لمَّا كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلُّ ذلك الفضل على الإنسانيّة، فقد برزت عدَّة واجبات على أتباعه من المسلمين، وعلى كل من آمن به. سنعرض في هذا المقال أبرز واجبات المسلمين في كلّ زمان ومكان نحو الرحمة المُهداة –صلى الله عليه وسلم-.
واجبنا نحو رسول الله - تحرّي اتباع سنته، وأعماله، بعيداً عن الجمود، والتمسّك بالقشور، وترك الجوهر الحقيقي الذي هو لبُّ دعوته، وسلوكه، وهديه، فلا بأس من الاقتداء به في أسلوب حياته، ولكنّ الأهم هو الاقتداء به في تعاملاته الأخلاقيّة الراقية التي لا يمكن أن يجد الإنسان لها مثيلاً إلا لديه -صلى الله عليه وسلم-.
- تعريف الناس به ممّن لم يتسنَّ لهم التعرّف عليه، ويكون ذلك من خلال التعامل الحسن معهم أولاً، ثم باستخدام الوسائل الحديثة التي يمكن من خلالها نشر الأفكار بطرق جميلةٍ وجذّابةٍ، بعيداً عن الطرق التقليديّة التي باتت تُنَفِّر الناس، وهذه المسؤولية تقع بشكلٍ كبيرٍ على فئة الشباب؛ فهم الأقدر على فهم متطلبات العصر، وتلبيتها.
- قراءة سيرته العطرة، وفهم دوافعه التي دفعته للقيام بما قام به من أعمالٍ طيلة فترة الدعوة الشريفة، فهذا الأمر يُبعد الشبهات عن العقول، خاصّةً مع وجود محاولاتٍ للتشويش على الأفكار الإنسانيّة الأخلاقيّة بشكلٍ عام، والأفكار الدينيّة بشكلٍ خاص.
- الإحساس بشعور الأخوّة والوحدة مع سائر المسلمين، وعدم إتاحة السُبل أمام الفرقة، والتعصّب، والتدابر، والتناحر، فمن شأن هذه الأمور أن تَفُتَّت من عَضد الأمة، وأن تجعلها شِيعاً، وأن تعيد أبناءها سيرتهم الأولى؛ يأكل بعضهم رقاب بعض، وهذا كلّه مما يغضب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ويُحزِنه، ومما يجعل الأمة معرَّاة أمام الأعداء الذين يتربّصون بها الدوائر.
- العمل على بناء أمّةٍ قويّة من كافة النواحي: الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، تتمثّل الأخلاق الحميدة الرحيمة في كافّة شؤونها المختلفة.