هل يوجد هواء في المريخ

المريخ

كوكب المريخ، أو الكوكب الأحمر، يقع ضمن كواكب المجموعة الشمسيّة الاثني عشر، ويأتي ترتيبه الرابع من حيث البعد عن الشمس، والأوّل من حيث القرب لكوكب الأرض، وهو كوكبٌ صخريٌّ مجهول، يبلغ حجمه 6.318 × 1011 كم³، وجاذبيته 3.711 م/ ث²، ويقدّر قطره بحوالي 6800 كم، وبذلك يكون مساوياً لنصف قطر الأرض، ويعدّ ثاني أصغر كواكب المجموعة الشمسية بعد كوكب عطارد. وتقدّر مساحة المريخ بربع مساحة كوكب الأرض تقريباً. حيث يدور حول الشمس في مدارات تبعد عنها بمعدل 228 مليون كم تقريباً، أي ما يعادل 1.5كم من المسافة الفاصلة بين مدار كوكب الأرض، والشمس.

اكتشف العلماء، ورواد الفضاء أثناء رحلاتهم الاستكشافيّة إلى كوكب المريخ، وجود آثار، وبقايا لمسطحاتٍ مائيّة، ومجاري أنهار متجمّدة، كما وجدوا على سطحه أحد أكبر الجبال التي عرفت حتى الآن، جبل Olympus Mons، الذي يفوق ارتفاعه ارتفاع قمة جبل إيفرست بحوالي الثلاث مرات، وهو يحتوى على منحدرات سحيقة، تبدو أقرب بشكلها، وتكوينها لآثار انفجاراتٍ بركانيّة قديمة، وقد يكون دليلاً على وجود براكين حيّة فيه إلى الآن.

اطلق على كوكب المريخ اسم الكوكب الأحمر؛ بسبب لونه الأحمر، فقد جاءت تسمية المريخ في اللغة العربية من كلمة أمرخ، وتعني ذو البقع الحمراء، أمّا الرومان فقد نصبوه إلهاً للحرب، ورمزاً للقوّة، فلقبوه باسم مارس، بينما علماء الفلك، ورواد الفضاء، والمختصين في دراسة هندسة الكون أطلقوا عليه اسم الكوكب الأحمر، بسبب ارتفاع نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثيّ على سطحه، وفي جوّه أيضاً .

الحياة على سطح المريخ

يظنّ العلماء أنّ كوكب المريخ كان كوكباً يعجّ بالحياة، وذلك بسبب تقديرهم لوجود الماء على سطحه قبل مدّة تقدّر بحوالي 3.8 مليار سنة، الأمر الذي يجعل احتماليّة وجود حياة على سطحه أمراً وارداً جداً، خصوصاً أنّه يحمل مواصفاتٍ تؤهله لأن يكون كوكباً حيّاً، بسبب وجود تضاريس تشبه جداً التضاريس الأرضيّة، ومجموعة من الوديان الممتدة لمسافات طويلة، وبه أيضاً أكبر بركان في المجموعة الشمسية، يدعى أوليمبس مونز، والذي لقب بهذا الأسم تيمناً بجبل الأولمب.

تبلغ درجة حرارة المريخ الكبرى سبعة وعشرين درجة مئويّة، والصغرى مئة وثلاثة وثلاثين درجة مئويّة تحت الصفر، لذا فهو يعدّ ذا مناخٍ بارد جداً، مقارنة بكوكبي عطارد، والزهرة، كما يتكوّن غلافه الجويّ من غازات عدة، أبرزها: غاز ثاني أكسيد الكربون، والنيتروجين، والأرغون، وبخار الماء، وغازات أخرى.

حقيقة وجود الهواء في المريخ

أجمع العلماء على أنّ كثافة الهواء على سطح كوكب المريخ لا تساوي كثافة الهواء على سطح كوكب الأرض، إذ يبلغ معدل الضغط الجويّ على سطح المريخ حوالي 0.75%، من معدل الضغط الجوي الموجود على الأرض، الأمر الذي يفسر قيام وكالة الفضاء الأمريكيّة بتغليف المجسّات الآلية التي ترسلها إلى كوكب المريخ بكُرةِ هوائيّة ضخمة، لتمتص الصدمة عند وصولها، وارتطامها بسطح كوكب المريخ.

كما يؤكد العلماء، والخبراء بشكلٍ قاطعٍ أنّ كوكب المريخ يحتوى على هواءٍ أيضاً، ولكن لا يمكن للإنسان تنفسه؛ لاحتوائه على نسبة عالية من غاز ثاني أكسيد الكربون السام، التي تقدر بحوالي 95,32%، وعلى غاز النيتروجين بنسبة 2,7% ، وغاز الأرجون بنسبة تقدر بحوالي 1,6% ، أما نسبة الأكسجين فهي نسبة قليلة جداً لا تتعدّى 0,13%.