تعتبر الرضاعة الطبيعيّة من وسائل منع الحمل، إلا أنّه في بعض الأحيان قد يحدث وتتفاجأ الأم بحملها حتى أثناء إرضاعها لطفلها، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالقلق، والتوتر، ويجعل الأم تتردد فيما إذا أرادت إكمال الرضاعة الطبيعيّة أو إيقافها، وقد ورد عن سيدنا محمد عليه السلام بأنّه قال: (لا تقتلوا أولادَكُمْ سِرًّا، فوالَّذي نفسي بيدِه! إنَّ الغَيلَ ليدركُ الفارسَ على ظَهرِ فرَسِه حتَّى يصرَعَهُ) [حسن] وفيه حذّر من الغيل، وهو الحليب الطبيعيّ الناتج أثناء الحمل، وإلى جانب ذلك أكدت بعض الدراسات صحة هذا الحديث، في حين نفى البعض وجود أي أضرار لمواصلة الأم الحامل إرضاع طفلها، وفي مقالنا هذا سنناقش فيما إذا كان هذا الحليب مضراً أم لا.
هل يضر حليب الأم الحامل الطفلزاد الجدل حول موضوع مواصلة المرأة الحامل إرضاع طفلها، حيث حذر بعض الأطباء من الرضاعة أثناء فترة الحمل لأي طفل مهما كان عمره، ونصحوا السيدات بتفادي حدوث الحمل أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، وإذا حدث الحمل يجب على المرأة التوقف عن الرضاعة بدون تردد، وإلا كان السبب في موت الجنين، واعتُمد في ذلك على الحديث النبوي الصحيح آنف الذكر، حيث أراد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي يمتلك مجامع الكلم أن يكشف لنا في هذا الحديث أنَّ الأم المرضع إذا حملت فسُد لبنها، وأصبح يشبه السم القاتل، فينهك الطفل إذا تغذى بذلك الحليب، فيصبح فيما بعد خاوياً، حتى إذا ما بلغ مبلغ الرجال، فيدركه ضعف الغيل فيسقط ويموت.
تظهر الحكمة من هذا الحديث حول الرضاعة خلال الحمل، حيث أُجريت دراسة على ستين سيدة بعضهن يرضعن وهنَّ حوامل، والأخريات مرضعات ولسن حوامل لكشف خطر الرضاعة أثناء الحمل، وحلُّلت عينات من حليب الثدي لكلا الفئتين لمعرفة مدى حدوث تغير في مكوّنات الحليب، وظهرت مع هذه التجربة مخاطر الرضاعة خلال فترة الحمل، حيث كانت النتيجة مفاجئة، فانخفضت نسبة اللاكتوز، وهو سكر اللبن والدهون لأنَّ الحمل أضعف هذين المكوّنين المهمين خاصة لنمو المخ، والجهاز العصبي، وأنسجة الطفل الأخرى.
فوائد الحليب الطبيعيّ للطفلالمقالات المتعلقة بهل يضر حليب الأم الحامل الطفل