هل يتحرك الجنين في الشهر الرابع

يعتقد الكثير من الناس أن حركة الجنين تبدأ مع بداية الشهر الرابع من عمره، وعلى الرغم من شيوع هذا الاعتقاد إلا أنّه خاطئ تماماً، حيث يشير الأطباء والمختصون في هذا المجال أن حركة الجنين تبدأ خلال مرحلة مبكّرة من عمره، إلا أنّ الأم لا تستطيع الشعور بحركة الجنين إلا مع بداية الشهر الرابع للحمل، وقد تتأخّر بعض الأمهات في الشعور بحركة الجنين حتى الشهر السادس من الحمل.

يزداد وزن الجنين وطوله تدريجياً مع تقدّم الحمل، فخلال الشهر الرابع يصل طول الجنين إلى 20سم، كما يصل وزنه إلى 170غم، وتساعد الزيادة الواضحة في حجمه على شعور الأم بتقلّباته وركلاته داخل رحمها، حيث يصبح الجنين خلال هذا الشهر قادراً على الرفس بقدميه بقوّة نظراً إلى التطوّر الحاصل في الجهاز الحركي لديه، كما يمكن للأم أن تشعر بدورانه وانتقاله من منطقة إلى أخرى بداخل رحمها.

يصدر عن الجنين عدداً من الحركات التي لا يمكن للأم الشعور بها إلا أنّه يمكن رصدها وملاحظتها أثناء فحص السونار، ومنها مص الإصبع، والبلع، وإخراج البول.

يمكن أن نلاحظ وجود تفاوت واختلاف في الفترات التي تبدأ فيها الأمهات بالشعور بحركة الجنين، ويعتمد ذلك على:

• سمك بطانة الرحم: تشكّل بطانة الرحم طبقة عازلة بين الجنين والأم، وتكون بطانة الرحم لدى بعض الأمهات أسمك من غيرهنّ ممّا يمنع شعورهنّ بحركات الجنين أو يؤخّر وقت حدوث ذلك.
• وزن الأم: عادةً ما تشعر الأمهات الرفيعات بحركة الجنين في وقت أبكر من الأمهات السمينات.
• السائل الأمينوسي: يعمل السائل الأمينوسي على تسهيل حركة الجنين، وفي بعض حالات الحمل يكون مستواه أقلّ من الطبيعيّ، الأمر الذي يعيق حركة الجنين ويقلّل من مرات تحرّكه ودورانه.
• صحّة الجنين: تواجه بعض الأجنّة مشاكل في الجهاز الحركي أو ضعف في العضلات، ممّا يتسبّب في ضعف حركتها أو تأخّرها في الحركة.
• موقع المشيمة: تنمو المشيمة في المنطقة الداخلية من جدار الرحم، وفي بعض الحالات النادرة تنمو المشيمة في المنطقة الأمامية من جدار الرحم، مما يجعلها تتلقى ضربات الجنين وتمنع شعور الأم بها.
• خبرة الأم: تميز الأم أثناء حملها الثاني أو الثالث حركة الجنين بشكل أسرع وأدقّ من الأم البكر، وذلك لخبرتها المسبقة في الحمل، أمّا الأم البكر فيمكن ألا تميّز بين حركة الجنين وحركة الأمعاء لديها.
• موت الجنين: تدل حركة الجنين على مستوى صحته، وأيّ انخفاض واضح في مستوى حركة الجنين أو انعدام لها يمكن أن يكون دليلاً على معاناة الجنين من مشكلة صحية ما أو حتى وفاته.