هل تعلم عن بر الوالدين

إنّ حقَّ الوالدين علينا في الإسلام عظيم، فقد أوصى الله تعالى في القرآن الكريم ببرّهما وطاعتهما ما لم يأمرا بمعصية الخالق، وقد جعل منزلتهما في الجنة من المنازل العالية الرفيعة مع الصدّيقين والقانتين، كما وقرن برَّهما وطاعتهما بطاعة التوحيد، وشكرهما بشكر الله عزَّ وجلّ، لذلك كان لابدّ على الأبناء الامتثال لوصايا الخالق، والإحسان إليهما في الدنيا والدعاء لهما بالخير، فإن في هذا الإحسان والبرّ تقرب إلى الخالق، ومن ذلك قول الله -عز وجل- : "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا".

كما أن مكانة الوالدين عالية ولا يمكن الوصول إليها، فهم من تعبوا واجتهدوا في تربية أبنائهما وتوفير كل ما يلزم لهما، وهم من تحملوا أعباء الحياة وسهروا الليالي في سبيل تنشئة أولادهم التنشئة الصحيحة البعيدة عن المفاسد، لذلك كان لا بدّ على دين الله تعالى أن يشمل في فروضه طاعة الله والابتعاد عن عقوقهما.

يمكن تعريف برّ الوالدين بكثير من المعاني والقيم، فذلك من أعلى درجات الإحسان إليهما، حيث يتضّمن طاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما، والدعاء وفعل الخيرات لهما، حيث إن طاعة الوالدين سبب لنيل رضا الله ودخول أعلى مراتب الجنة، وعصيانهما سبب كفيل لدخول الدرك الأسفل من النار، وفي برّ الوالدين صلاح وفلاح في الدنيا والآخرة، ومظاهر هذا الإحسان لا تعدّ ولا تُحصى فمنها:

• معاملتهما بتواضع ورفق، وتقديمهما في الكلام والمشي احتراماً لهما.
• الحديث معهما بصوت منخفض، وعدم التضجر منهما ولو كانت بكلمة أف في وجههما.
• تقديم الرعاية اللازمة لهما في حال مرضهما وعند الكبر والشيخوخة.
• طاعتهما فيما أمر الله سبحانه وتعالى، والإنفاق عليهما عند الحاجة.
• برهما في موتهما بالدعاء لهما في حياتهما وموتهما بالرحمة والمغفرة العظيمة.
• صلتهما باستمرار بعد الزواج وعدم الانقطاع عن زيارتهما.
• الوصية لهماعند الموت قول تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين"، وفي هذه الآية تأكيدٌ من الله عز وجل على أهمية برّ الوالدين حتى بعد الموت، أي بما يترك الإنسان وراءه من أموال وأرزاق.

• يعتبر برّ الوالدين سبباً وطريقاً إلى الجنّة، حيث أكد الله تعالى ورسوله الكريم في آيات وأحاديث كثيرة على فضل برَ الوالدين في دخول المسلم الجنّة.
• إنّ في برّ الوالدين نيلاً لرضا الله تعالى، وكسب السعادة في الدنيا والآخرة.
• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد).
• إن في برّ الوالدين رزقاً حسناً للمسلمين وزيادة في العمر، حيث يفتح الله لمن يحسن إلى والديه أبوبَ رزق واسعة من حيث لا يحتسب.
• جعل الله في برّ الوالدين ثواباً مقدماً على ثواب الجهاد في سبيله.
• إن في برّ الوالدين تكفيراً عن الذنوب ومغفرة عظيمة.
• كما يعدّ بر الوالدين سبباًَ لإفراج الهموم ودفع للبلاء وشرور الدنيا ومفاتنها.