يُمكن تعريف العلاقات العامة على أنّها عمليّة توجيه الرأي العام نحو منتج معين سواءً بواسطة مشاريع إلكترونية أو غير إلكترونية، أو هي عملية عرض منتج معيّن على الجمهور وخلق هالة إيجابيّة حوله، وبتعريف مختصر يُمكن أن نقول إنّ العلاقات العامّة هي الجهاز الذي يتم بواسطته ربط المؤسسة بالجمهور سواءً الداخلي والخارجي.
نشأة وتطوّر العلاقات العامةظَهَرت العلاقات العامّة الحديثة التي تهدف إلى الموائمة بين مَصالح المُنظّمة وجمهورها خلال القرن العشرين، وعلى الرّغم من ذلك إلا أن الباحث في التاريخ سيجد أنّ العلاقات العامّة كانت معروفةً منذ القدم؛ ففي العصور الأولى كانت القبائل البدائية تحتاج إلى الإعلام كي ترعى مصالحها وتحافظ على بقائها؛ حيث كان كبير القبيلة هو المسؤول عن حشد الرأي العام وقت الحاجة إلى ذلك.
في ضوء التقدّم الحضاري تقدّمت معه أساليب العلاقات العامة، فقد عَثر المختصّون بأمور الآثار في العراق على نشرة زراعية يرجع تاريخها إلى سنة 1800 ما قبل الميلاد والتي كان مضمونها كيفيّة إرشاد المزارعين بكيفيّة استخدام البذور والحدّ والقضاء على القوارض، بالإضافة إلى أنّ الآشوريين يَعتبرون هم أوّل من عرفوا النشرات المصورة، أمّا المصريون القُدامى فقد اهتمّوا أيضاً بالتحكّم على أفكارالجمهور وكيفية تحريك مشاعرهم باستخدام العديد من الأساليب المُختلفة للعلاقات العامة، كما ساهم الرومان في تطوير أساليب التأثير في الجمهور أو الرأي العام من قبل خطباء معروفين في التاريخ مثل: أنطونيو وسيسرو.
عرف الإسلام في العصور الوسطى المبادئ العامّة للإدارة وللعلاقات العامة عندما كان يُسيطِر عليها التخلّف والجهل؛ حيث اتّخذت العلاقات العامة منحنى شامل وعام من التأثير السياسي على الرأي العام، فيعتبر حسن الخلق هو الأساس في العلاقات العامة، وتضمنها جميع الأصول الأخلاقية السليمة التي يستند إليها علم العلاقات العامة الحديث، بالإضافة إلى التنوّع في طرق وأساليب نشر المعلومات واستحداث أساليب حديثة مثل: الخطب المنبرية خاصّةً أيام الجمع والأعياد، وكذلك استخدام الشعراء في إلهاب حماس الجمهور، وكذلك وسيلة الدواوين التي كانت وسيلةً جيّدةً في نشر المعلومات وجمعها.تطوّرت العلاقات العامة على مرّ العصور حتى أصبحت كما هي الآن في عصرنا الحديث، كما أنه يُتوقّع الاستمرار في تطورها؛ حيث يُتوقّع أنّ حجم صناعة العلاقات العامة سيقترب من 20 بليون دولاراً بحلول عام 2020، ولكن تُعاني العلاقات العامّة من مشكلة الخلط ما بينها وبين التسويق الإلكتروني أو كما يُطلق عليه الدعايات المباشرة، ولذلك ظَهَرت بعض المجلّات التوعويّة التي تهدف إلى توعية الجمهور بالعلاقات العامة وأهميّتها، ومن أبرز هذه المجلات مجلة PR الإلكترونية للعلاقات العامة المطبوعة باللغة العربية، وذلك خلال عام 2016م، والتي لاقت انتشارًا واسعًا، والتي هَدَفت إلى توضيح ماهيّة العلاقات العامة والفرق بين أنواعها الإلكترونية والتقليديّة.
المقالات المتعلقة بنشأة وتطور العلاقات العامة