غزوة خيبر تعتبر غزوة خيبر من أهمّ الغزوات التي حدثت في التّاريخ الإسلامي وقد قادها النّبي عليه الصّلاة والسّلام بنفسه حين استنفر المسلمين للمشاركة فيها، وقد كانت تلك الغزوة مواجهة بين جيش المسلمين واليهود الذين تحصّنوا في حصون خيبر مستميتين في الدفاع عنها، وقد انتهت تلك المعركة بإلحاق هزيمة نكراء بيهود خيبر، فما هو سبب تلك الغزوة؟ وما هي نتائجها؟.
سبب غزوة خيبر حدثت غزوة خيبر بعد عودة المسلمين من صلح الحديبيّة الشّهير بما يقارب عشرين يوماً، فقد أيقن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ مواجهة اليهود لا مفرّ منها، خاصّةً بعد المكائد والدّسائس الكثيرة التي حاكوها ضدّ المسلمين في المدينة المنوّرة، فقد أغرى يهود خيبر يهود بني قريظة بنقض عهودهم مع النّبي الكريم، كما كان لهم يدٌ طولى في تأليب القبائل على المسلمين، وحينما قرّر النّبي عليه الصّلاة والسّلام غزوهم وحصارهم توجّه بألف وثمانمئة مقاتل ممّن شاركوا في الحديبيّة وبايعوا بيعة الرّضوان، وحينما وصلوا حصون خيبر قاموا بحصارها حتّى فتحها الله تعالى على يد بطل الإسلام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
نتائج غزوة خيبر ترتّبت نتائج مهمّة على تلك الغزوة الشّهيرة نذكر منها:
- أنّها قضت على أبرز معاقل اليهود المحصّنة التي كانوا يظنّون فيها أنّها سوف تحميهم من بأس الناس، وأظهرت تلك الغزوة بأس المسلمين وقوّتهم التي يستمدونها من قوّة الله وحوله.
- أنّها أعطت درساً للمسلمين بأنّ النّصر يتحقّق على يد ثلّة مؤمنةٍ بالله تعالى، فقد نادى النّبي عليه الصّلاة والسّلام في جموع المسلمين يوم خيبر قائلاً (لأعطينّ الرّاية غداً رجلٌ يحبّه الله ورسوله، ويحبّ الله ورسوله يفتح الله على يده)، فمحبة الله تعالى ورسوله من أعظم الأسباب التي يتحقّق بوجودها الانتصار والفتح.
- أنّها أعطت نموذجاً في الصّبر، فقد بقيت حصون خيبر أيّاماً قبل أن تفتح على يد المسلمين، وفي هذا درسٌ للمسلمين كي يصبروا في حياتهم ولا يستعجلوا قطف ثمار أعمالهم، وأنّ يوقنوا بأن النّصر مع الصّبر.
- أنّ وعد الله تعالى حقّ، فقد وعد الله سبحانه وتعالى المؤمنين بمغانم كثيرة بعد عودتهم من الحديبيّة، وقد تحقّق ذلك واقعاً حينما فتحت حصون خيبر ووزّعت الأموال والغنائم على المسلمين الذين بايعوا تحت الشّجرة.
- أنّ الجزاء لا يكون أحياناً بكثرة العمل، فقد أتى غلام أسود يوم خيبر كان يرعى غنماً ليهودي فسمع عن المسلمين ودعوتهم فأسلم وقاتل حتّى قتل شهيداً ولم يسجد لله سجدة واحدة، فكان مثالاً لمن يعمل قليلاً ويؤجر كثيراً.