منذ نشأة الإنسان ومحاولاته للتكيف في البيئات المختلفة التي عاش فيها تعرّض للمرض والوهن، نتيجة عوامل بيئيّة عدة، فكان يبحث عن طرق تساعده على تجنّب تلك الآلام، وتعيد له قوته ونشاطه السابقين، وكان للمرأة دور كبير في ذلك، فقد عُرفت كأول طبيبة بالفطرة، حيث قامت بهذا الدور حرصاً على عائلتها من تلك الأمراض، فاستخدمت الأعشاب، والنباتات في صنع العلاج، ونجحت في ذلك، فكانت الملهم لبعض الأشخاص الذين عكفوا على دراسة وتجريب أثر هذه النباتات في علاج بعض الأمراض، وكانت هذه البدايات لمهنة الطب.
لقد تطورت مهنة الطب بتطور الزمان، وبتطور المرض، ومسبباته أيضاً، مما أوجد أشخاصاً حملوا مسؤوليّة فهم أصل هذه الأمراض، ومحاولة علاجها بما تيسر لهم من الفهم، والعلاج، ولقد نجح أكثرهم في وضع علامات فارقة في مهنة الطب كما فعل الطبيب الفرعوني إمحوتب، والذي استطاع تشخيص وعلاج العديد من الأمراض المزمنة، والمستعصية من خلال التشريح، والتشخيص، فصار منهجه الطبي مرجعاً للكثير من الأطباء الذين جاؤوا بعده.
انتشرت مهنة الطب بفعل تنقل الإنسان من مكان إلى آخر بحثاً عن المعرفة، وظهر عدد من العلماء العرب الذين وضعوا بصمات عميقة في تاريخ الطب المعاصر، أمثال ابن سينا الذي اكتشف الدورة الدمويّة الصغرى، ودوّن أكثر من عشرين مجلداً في ماهيّة الأمراض، ومسبباتها، وعلاجها، والتي لا زالت للآن تُدرّس في كل جامعات العالم، وجابر ابن حيّان، والرازي ، وابن بيطار الأندلسي، وابن الهيثم وغيرهم.
الطبيبيعرف الطبيب أو الحكيم أو الآسي بأنه: الشخص الذي يعتكف لدراسة الأمراض، ومعرفة مسبباتها، ويظل في بحث دائم للوصول إلى علاجها، وهو من يقوم بمهام إنسانيّة جليلة في سبيل إنقاذ أرواح البشر، دون تفريق بين عرق، أو طائفة، أو دين، وهذا ما يحتمه عليه شرف مهنة الطب.
مراحل دراسة الطبيُدرّس تخصص الطب في الجامعات الحكوميّة والخاصة في شتى أنحاء العالم، وكل من يرغب في دراسة هذا التخصص عليه أن يحصل على مجموع علامات عالٍ نسبياً يؤهله لدخول كليّة الطب، وذلك لحساسيّة المهنة، وزخم المعلومات التي سيدرسها الطالب فيها، فالطالب المحب للعلم، والباحث عن التميز، يرى في كليّة الطب تحقيقاً لحلمه. وتقسم دراسة الطب إلى ثلاثة أقسام وهي:
المقالات المتعلقة بموضوع عن مهنة الطبيب