موضوع عن قصة أصحاب الأخدود

موضوع عن قصة أصحاب الأخدود

أصحاب الأخدود

قصّةُ أصحاب الأخدود هي إحدى القصصِ التي ذكرتْ في القرآن الكريم وتحديداً في قوله تعالى: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ*إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ*وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [البروج: 4-7]، وقد جاءت هذه القصة لتعلّمَ المسلمين العديدَ من المعاني والعبرِ، منها التمسّكُ بالدين والحفاظ عليه مهما كلف الثمنُ ذلك.

قصة أصحاب الأخدود

تتحدّثُ هذه القصة عن فتى ذكيّ ونبيّه يعيشُ في قريةٍ ملكُها كافرٌ ويدّعي الألوهيّة، وكان لهذا المالك ساحرٌ يستعينُ به في كثير من الأمور ليسحر الناس ويجعلهم يتبعون الملك، وعندما تقدّم هذا الساحر في العمر طلب منه الملك أن يعلّم أحدَ الغلمان الأذكياء السحر ليكون عوناً للملك من بعد ممات هذا الساحر، وقد وقع الاختيار على هذا الغلام لشدّةِ فطنته، وقد كان يذهبُ دوماً للساحر ليتعلّم منه أمورَ السحر، وكان يمرُّ في طريقه على راهبٍ فجلس معه ذاتَ مرة معه وأعجب بكلامِه، وصار يجلس إليه في كلِّ مرةٍ يذهبُ فيها إلى الساحر.

في يومٍ من الأيّام أثناءَ ذهابه لتعلّم السحر وجد حيواناً عظيماً يسدُّ الطريقَ على الناس، فقال الغلام: اللهم إن كان أمرُ الراهب أحبّ إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتّى يمضي الناس وقذف حجراً فمات الحيوان، وحينها توجّه الغلام إلى الراهب، وأخبره بما حصل فما كان من الراهب إلا أن أخبره أنّه سيُبتلى وطلب منه ألّا يُخبرَ أحداً بمكانِه وألّا يدلّ عليه في حال حدثَ له أيّ شيء، وفيما بعد أصبح الغلام بفضلٍ من الله يبرئُ الأكمه والأبرص، ويعالجُ الناسَ من الأمراضِ المختلفة، وقد كان جليسُ الملك آنذاك يعاني من العمى، فسمعَ بهذا الغلام وذهبَ إليه وطلبَ منه أن يشفيَه مقابلَ مجموعةً كبيرة من الهدايا، فما كان من الغلام إلا أن قال له: أنا لا أشفي أحداً، إنّما اللهُ هو الشافي، فإن آمنت بالله دعوتُه فشفاك، فما كان منه إلا أنْ آمن بالله وحصل له الشفاء.

وصلَ الخبرُ إلى الملكِ، وقد غضب وثار وأمرَ بتعذيب جليسِه حتّى دلّه على الغلام، وأمرَ بتعذيبِه حتّى دلّ على الراهب الذي عذّبه أيضاً وأمره بالرجوع عن دينِه فرفض وقام بإحضار منشار فقسمه إلى نصفين، وأمر الملكُ جنودَه بأخذ الغلام على قمّة جبل وتخييره بين أنْ يتركَ دينه أو أن يموتَ فما كان منه إلا أن اختار البقاءَ على دينِه، وطلبَ الغلام حينَها من الملك أن يقومَ بجمْعِ حشدٍ كبير من الناس ويصلبه أمامهم، فما كان من الملك إلا أنْ قام بجمع الناس وحاول قتل الغلام باستخدام السهام إلا أنه فشل في ذلك.

طلب الغلامُ من الملك أن يمسكَ السهم، ويقول: بسم الله رب الغلام، ففعل ذلك ومات، وهنا آمنَ الناس بربّ الغلام ورجعوا عن دينِهم السابق فغضب الملك غضباً شديداً، وأمر بحفر شقٍّ في الأرض وإشعال نارٍ عظيمة فيه، وتخيير الناس إمّا بالرجوع عن دينهم أو إلقائهم في النار، فاختار الناس الحفاظَ على دينهم الجديد والوقوع في الحفرة.

المقالات المتعلقة بموضوع عن قصة أصحاب الأخدود