حيّر شكل الأرض العديد من العلماء والباحثين لفترةٍ زمنيّةٍ طويلة، وذلك لقلّة الأدوات والمعرفة في المعلومة، وطريقة الحصول عليها، وقد تحدّث علماء اليونان عن شكل الأرض؛ حيث قال أرسطو إنّها كرويّة الشكل، وقام أحدهم بقياسٍ تقريبيٍّ لمحيط الأرض واستنتج من هذه القياسات أنها كرويّة، وقد قام كولومبوس وماجلان برحلاتٍ عديدة، تمّ من خلالها ترسيخ الفكرة لدى الغرب بأن الأرض كرويّة الشكل، بالإضافة إلى ما تم نقله من العلماء المسلمين، إلى أن جاء العالم نيوتن ليثبت أن الأرض شبه كروية، عن طريق استخدامه البندول، إذ استنتج منها أن قطر الأرض عند القطبين يختلف عن قطرها عند خط الاستواء، ومع الثورة الصناعيّة والعلميّة، تمّ إثبات شبه كرويّة الأرض عن طريق الأقمار الصناعية، وهي مفلطحةٌ عند القطبين، واستدلّ على ذلك حدوث ظاهرتي النهار والليل.
يتألّف كوكب الأرض من جزأين: جزءٌ داخليّ وخارجيّ، إذ إن لكلٍّ منهما تأثيراً مباشراًعلى الآخر، وخصائص يتحدّد بها، ويُعنى علم الجغرافيا في دراسة شكل الأرض الخارجيّ، أما الشكل الداخليّ للأرض فيُعنى بدراسته علم الجيولوجيا، ويكمّل كلّ علمٍ منهما العلم الآخر لدراسة بنية الأرض بصورةٍ تامّة، بالإضافة إلى علم البيئة والطقس، والذي بدوره يدرس المساحة المُحيطة بالأرض، ومكوناتها وخصائصها، ومدى تفاعلها مع الكوكب.
مكونات القشرة الأرضيةتكوّن الجزء الخارجيّ للأرض منذ بداية القشرة الأرضيّة، والتي تعتبر جزءاً مشتركاً بين الجزء الداخليّ والخارجيّ للأرض، إذ يتحدّد شكل الأرض الخارجيّ بتحديد ملامح القشرة، لتنقسم إلى جزءٍ علويّ يتمثل بالمسطّحات المائيّة الواسعة من المياه، إذ تشكّل ثلاثة أرباع الأرض والربع المتبقّي في اليابسة؛ إذ ينقسم إلى مرتفعات ومنخفضات، لتتفرّع إلى صحارى، وسهول، ومناطق صخرية، ومناطق زراعيّة، وكل فرعٍ من هذه الأفرع له تقسيماتٌ عديدة.
إنّ الجزء الداخليّ للأرض يبدأ بالقشرة بجزأيها العلويّ والسفليّ يليها الحزام ثم اللبّ، وتتميّز كلّ طبقة من هذه الطبقات الثلاث بخصائص وسمات وأقسام تميّزها عن الأخرى؛ إذ تحتوي هذه الطبقات على الصفائح الأرضية المكوّنة للقارات، والتي بدورها تُشكّل الشكل الخارجيّ للأرض، كما تحتوي على أجزاء منصهرة، تبقى في باطن الأرض، إلا أنّ جزءاً منها يتسرّب إلى سطح الأرض، عن طريق البراكين والزلازل، وهي أكثر المؤثّرات التي تغيّر في شكل الأرض من هدمٍ وإعادة تكوين، أو تغييراتٍ لا تحصل إلا بحدوثهما.
تتميز التغيّرات التي تحدث بفعل البراكين والزلازل بأنّها من أسرع أنواع التغيّر في شكل الأرض، أما المتغيّرات الأخرى فهي تحتاج إلى فترةٍ زمنيّةٍ تصل إلى ملايين السنين، لكي تُحدث تغييرات هائلة في شكل الأرض، مثل قوّة الماء وقوّة الرياح، والأرض بشكلٍ عام ذات شكلٍ بيضويّ أو دائريّ غير منتظم.
المقالات المتعلقة بموضوع عن شكل الأرض