موضوع تعبير عن طموح الإنسان

موضوع تعبير عن طموح الإنسان

 

حبى الله تعالى الإنسانَ بقدراتٍ غير عاديّة تتناسب وحجمَ المسؤوليّات التي أوكلت إليه في هذه الحياة، فالإنسان كائنٌ عظيم، لم يخلقه الله سدىً، بل خلقه لأهداف عليا وسامية جعلت لوجوده معنىً.

إن هذه القدرات العظيمة التي يستندُ الإنسان عليها، ما كانت لتكون ذات قيمة لولا الطموح، فالطموح هو ذلك الشغف بتحقيق الأفضل، وبلوغ المراتب الأعلى، وامتلاك أنواعِ القوّة المختلفة التي تمكن الإنسان من الارتقاء في كافة المجالات الحياتيّة، مستغلَّاً كل الفرص المتاحة أمامه، وكل مهاراته، وقدراته التي يمتلكها.

إن الطموحَ يدفع الإنسان دفعاً نحو العمل وبذل الجهد، الأمر الذي يعودُ بالفائدة العظمى على الإنسان ذاته، وعلى المجتمع أيضاً، ومن هنا، فإنه يمكن القول إنّ المجتمعات الإنسانية الراقية هي تلك التي تحتوي على أفراد طموحين يسعون بكلّ ما يمتلكونه من قوة نحو تحسين أوضاعهم، وإحداث نهضة حقيقيّة قادرة على توفير سبل الحياة الكريمة لهم، وللأجيال التي ستأتي من بعدهم. من جهة أخرى، فإن الطموح يساعد الإنسان على الارتقاء فكرياً، وعلمياً، حيث تعتبر القوة الفكرية العلميّة سبباً رئيسياً لما سيأتي بعدها من نهضةٍ في كافة مجالات الحياة.

لا يعني امتلاك الإنسان للطموح ولا بأي حال من الأحوال التسلق على أكتاف الآخرين، وتسفيه أحلامهم، بل يعني بذل الجهد، والتشارك معهم، والأخذ بأيديهم نحو المعالي، فالإنسان الطموح الخلوق هو وحده القادر على البناء، أمّا الإنسان الطموح سيء الخلق فلا يعرف سوى الهدم.

إن قراءة سير أعلام العالم تعتبرُ من الأمور التي تسهمُ بشكلٍ كبير في جعْلِ الإنسان طموحاً، وإدراك حقيقة أنّ الإنسان لم يُخلق عبثاً بل خلق لهدف سامٍ، إلى جانب ذلك، فإنّ مصاحبة الناجحين، وأصحاب الهمم العالية هو سبيل أيضاً من سبل امتلاك الطموح المطلوب، على أنّ الواجب الأكبر يقعُ على عاتق الإنسان نفسه، وعلى فلسفته في هذه الحياة.

من الأمور التي تسهم أيضاً في جعْل الإنسان طموحاً هي طبيعة التربية التي تلقّاها في صغره؛ سواءً في بيته، أم في المدرسة، أو في بيوت أفراد العائلة؛ فالأهلُ يجب أن يجعلوا أبناءهم واثقين بأنفسهم، قادرين على وضع أهداف لهم، والأهم من هذا هو جعلهم ينظرون إلى الحياة نظرة ملؤها التفاؤل؛ فالتفاؤل يساعد الإنسان على تلمس المواضع الإيجابية مهما كان السواد حالكاً من حوله، مما يبعث في داخله الشغف لإصلاح الوضع الراهن، وقلبه رأساً على عقب، أما إن تعلم الصغير السوداوية، والتشاؤم؛ فإنه سيكون من الصعب عليه تغيير ذلك في المستقبل.

إن الطموحَ بحدّ ذاته قوة، بل وأصل القوى الأخرى، والإنسانُ كائنٌ عظيم متى ما أراد ذلك، ولعلّ هذه الإرادة المقترنة بالطموح هي التي ستدفعه نحو بناءِ حياة كريمة له، ولكلّ من سيأتي من بعده، فيكون عندها حقَّاً خليفة الله في الأرض.

 

المقالات المتعلقة بموضوع تعبير عن طموح الإنسان