وافقت الهجرة النبوية الشريفة ليلة السابع والعشرين من شهر صفر، للعام الرابع عشر من البعثة، الموافق سنة 622 ميلادية، حين غادر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بيته من مكة المكرّمة برفقة الصدّيق أبي بكر، ولقد كانت الهجرة بمثابة نقطة تحوّلٍ للصحابة حيث كان أول من هاجر هو أبو سلمة بن عبد الأسد، ثم هاجر المسلمون مُتسلّلين، ولم يبقَ بمكة منهم إلا النبي محمد وأبو بكر وعلي بن أبي طالب، أمّا عمر بن الخطاب فقد هاجر علناً دون خوف. ويرتبط التقويم الهجريّ ارتباطاً مباشراً بتلك الهجرة، حيث جرى اعتماده من الخليفة عمر بن الخطاب كبدايةٍ للتقويم الهجري الإسلامي.
أحداث الهجرة النبويةأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليّاً بن أبي طالب أن ينام مكانه في تلك الليلة، وطمأنه بأنه لن يتأذَّى، وذلك بعد المؤامرة التي كانت محور اجتماع قريشٍ في مكة، والتي تهدفُ إلى القضاء على النّبي بقتله، ولقد اختير لذلك أحد عشر رئيسًا سيأتي ذكرهم لاحقاً، حيث اجتمعوا ليلاً عند باب بيت النبي ينتظرون خروجه لصلاة الفجر كالعادة، وعندما تأخر عليهم في الخروج، فوجئوا بوجود علي بن أبي طالب مكانه؛ فأخذ المشركون عليّاً وحبسوه لساعة واحدة، ثم أطلقوه في مكة ثلاثة أيامٍ ليردَّ الأمانات إلى أهلها، ثم انطلق بعدها إلى المدينة المنوّرة.
خرج الرسول الكريم مع أبي بكر من مكة على عَجلٍ، حيث سلكا طريقاً مخالفاً لما اعتادت عليه قريش، فطريق المدينة الرئيسي يتجه شمالاً، وقد اتّخذا طريق جنوب مكة نحو اليمين، وعلى بُعدِ خمسة أميال بلغا جبل ثَوْر، وهو جبلٌ وَعِر، وفيه غار ثور حيث احتميا به، واستمرّت قريش بملاحقتهم، حتى بلغوا ذلك الغار دون أن يجدوهما، مما أغضب سادة قريش الذين تآمروا على النبي وهم: أبو جهل بن هشام، والحَكَم بن أبي العاص، وعقْبَة بن أبي مُعَيْط، والنَّضْر بن الحارث، وأُمية بن خَلَف، وزَمْعَة بن الأسود، وطُعَيْمة بن عَدِىّ، وأبو لهب، وأُبيّ بن خلف، ونُبَيْه بن الحجاج وأخوه مُنَبِّه بن الحجاج.
دوافع الهجرةالمقالات المتعلقة بموضوع بحث عن هجرة الرسول