تميّز المسلمون في أعيادهم عن باقي أعياد الأمم الأخرى؛ لأنّ المسلم يسعى لينال رضا الله سبحانه وطاعته، وهو الهدف الأكبر لأعياد الأمة الإسلامية، فهي تبثّ السعادة والراحة النفسية في روح المسلم، ويكون ذلك مرتبطاً في العبادات دائماً، فبعد صيام شهر رمضان يأتي عيد الفطر الذي يفرح المسلمين بالفطر، وبعد أداء فريضة الحج وزيارة البيت الحرام يأتي عيد الأضحى الذي نضحّي فيه اقتداءً بسيّدنا إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الله سبحانه بذبح ابنه اسماعيل، فقد أخذه سيدنا ابراهيم إلى الصحراء ليذبحه ولكن فداه الله بكبش من السماء، فأصبحت الأضحية في هذا العيد سنة للأمة الإسلامية كلها. وأيضاً هناك العديد من الآداب المستحبّة في الأعياد منها صلة الرحم وتبادل الزيارات بين الأقارب بهدف المودة والمحبة والاجتماع، ولكي يحقق مجتمع مترابط يحقق هدف الإسلام فقد وجب الزكاة في عيد الفطر وعيد الأضحى وإعطاء الفقراء من الأضاحي حتى تزداد الألفة والمودة والأخوة بين أفراد المجتمع، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (أفشوا السَّلامَ وصلوا الأرحامَ وصلُّوا والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ) [حسن].
إنّ من أهمّ الأعياد عند المسلمين، فهو يوافق العاشر من ذي الحجة بعد وقوف عرفة، الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام لتأدية أهمّ مناسك الحجّ، ويقوم المسلمون بالتقرّب من الله جلّ جلاله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام سواء كان خروفاً، أو بقرة، أو ناقة لوجه الله، ويقومون بتوزيع اللحوم على الأقارب والمحتاجين وأهل البيت، ومن هنا سمّي هذا العيد بعيد الأضحى، حيث يقوم المسلمون بالاحتفال بهذا اليوم في جميع أنحاء الأرض وهو آخر أيّام الحج، حيث يصعد الحجاج إلى جبل عرفات مشياً.
تبدأ احتفالات المسلمين بالعيد بأداء صلاة العيد فجر اليوم الأول من العيد الذي يستمر أربعة أيام، كما تصلّى خارج المساجد وتجوز داخل المساجد أيضاً، وعند انتهائهم من الصلاة يقوم كلّ شخص بمصافحة أخيه المسلم، ويقول له "كل عام وأنت بخير"، وبعد الصلاة يقوم المسلمون بذبح أضحياتهم تطبيقاً للآية قال تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ*فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ*إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر) [الكوثر].
يسمّى عيد الأضحى بأسماء مختلفة منها تسعة ذي الحجة يوم عرفة، عشرة ذي الحجة يوم النحر، الحادي عشر والثالث عشر من ذو الحجة أيام التشريق، ومن الفرائض قبل الأعياد إخراج الزكاة في عيد الفطر زكاة الفطر؛ لأنّ صوم المسلم لا يقبل إلا ليخرج الزكاة لوجه الله تعالى وأيضاً زكاة عيد الأضحى عبر إعطاء الفقراء من الأضحية حتّى تزداد الألفة والمحبة والأخوة بين المسلمين، كما يتزين الأطفال بأثواباً جديدة، وتكثر الحلوى والفواكه في البيوت، أمّا البالغون فيقومون بزيارة الأقارب ومعايدتهم، حيث يتوجّب على المسلم أن يقوم بزيارة الأقارب والأهل وصلة للأرحام ومباركتهم بالعيد، فيوم العيد هو اليوم الذي يقوم المسلمين بطاعة الله سبحانة وتعالى والابتعاد عن معصيته، والذي فيه تعم الفرحة في كل بلد وينعم الجميع بالخير والسعادة هكذا تكون أعياد المسلمين سعادة وفرحة وعبادة وتقرب من الله وصلة أرحام وإصلاح للنفوس.
المقالات المتعلقة بموضوع إنشاء عن عيد الأضحى