"عن أَبُي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَبِيًّا كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، مُعَلَّمٌ مُكَلَّمٌ، قَالَ: كَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟ قَالَ: عَشْرُ قُرُونٍ، قَالَ: كَمْ بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: عَشْرُ قُرُونٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ كَانَتِ الرُّسُلُ؟ قَالَ: ثَلاثَ مِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ جَمًّا غَفِيرًا." يتضح من الحديث النبوي الشريف أنّ آدم عليه السلام كان أول نبي يبعثه الله للبشرية جمعاء، حيث استخلفه الله كأول إنسان للأرض.
قصة سيدنا آدمأراد الله سبحانه استخلاف الإنسان في الأرض، والخلافة تتطلب من الإنسان أن يقوم بعمارة الأرض وفق منهج الله تعالى، وقد أعلم الله ملائكته بهذا الاستخلاف، فتساءل الملائكة عن الحكمة من استخلاف الإنسان الذي سيفسد في الأرض ويسفك فيها الدماء وهم يسبحون الله ويقدّسونه ولا يعصون له أمره، فأجابهم الله سبحانه بأنّه يعلم مالا يعلمون.
أراد الله أن يعلم ملائكته بحكمة استخلاف آدم في الأرض، حيث أظهر قدرة آدم على التعلّم ومعرفة حقائق الأمور والربط بينها، والتعبير عنها من خلال اللغة، حيث لا يمكن تحقيق التطوّر والتقدم في عمران الأرض، إلا بالقدرة على التفكير والإبداع ونقل الخبرات والمعارف.
امتنّ الله سبحانه على آدم وزجته بإسكانهما الجنة، يتنعمان فيها كما يشاءان رغداً دون أي عناء، ونهاهما عن الأكل من شجرة بينها لهما، وحذرهما من مخالفة أمره، ولكن إبليس أغوى آدم وزوجته بالأكل من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، مستعملاً جميع وسائل الإغواء بالمعصية، فحلف لهما أنه ناصح لهما، وأن الأكل من هذه الشجرة سيخلدهما في الجنة، استجاب آدم وزوجه لإغواء إبليس، فعصيا الله تعالى وأكلا من الشجرة، فكان جزاؤهما الخروج من الجنة حيث الكد، والعناء، والعداوة، والبلاء. وأظهر آدم وزوجه الندم على معصيتهما، وطلبا المغفرة بكلمات علمها الله لهما، فتاب الله عليهما.
العبر المستفادة من قصة سيدنا آدمالمقالات المتعلقة بمن هو أول الأنبياء