لم يكن يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل من سنة خمسمائة وواحد وسبعين للهجرة يوماً عاديّاً، ففي هذا اليوم ولد سيّد البشر وخاتم النّبييّن سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام الذي اصطفاه الله من بين البشر، وكلّفه بتبليغ رسالة الإسلام إلى النّاس، فما هي قصّة مولد النّبي عليه الصّلاة والسّلام ؟ ومن تولّى إرضاعه من النّساء ؟
يروى في كتب السّيرة أنّ آمنة بنت وهب عندما جاءها المخاض بالنّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، رأت نوراً يخرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشّام، كما حدثت في هذا اليوم المشهود أمورٌ دلّت على عظم هذا الحدث المهيب، فقد أطفئت نار فارس وخمدت.
كما اهتزّ إيوان كسرى وسقطت شرفاته، وقد استقبل بنو هاشم خبر ولادة النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالفرح والسّرور، فقد احتضنه جدّه عبد المطلب وأخذه إلى الكعبة مستبشراً فرحاً، كما أعتق عمّه أبو لهب خادمته ثويبة عندما بشّرته بقدوم هذا المولود العظيم.
مرضعات الرسولفي الأيّام الأولى من عمر النّبي عليه الصّلاة والسّلام كانت السّيدة آمنة بنت وهب تعتني به وترعاه كما أنّها كانت ترضعه، وقد تولّت رضاعته كذلك ثويبة الأسلميّة خادمة أبي لهب التي أُعتقت بفضل بشارتها بالنّبي.
وافقت السّيدة آمنة على إرسال النبي الكريم إلى البادية؛ لتقوم إحدى نساء بني سعد وتدعى حليمة بنت أبي ذؤيب السّعديّة بإرضاعه، وقد كان وفدٌ من نساء بني سعد قد قدم مكّة المكرّمة من أجل ذلك، فاختارت حليمة السّعديّة النّبي من بين أبناء مكّة لترضعه.
عندما ذهبت به إلى البادية حدثت أمور عظيمة، فقد حلّت البركة في قومها حيث كثر الخير، وأدرّ الضّرع، ونبت الزّرع كما لم يحدث من قبل، وقد كان ذلك كلّه ببركة رضاعة النّبي عليه الصّلاة والسّلام.
بقي النّبي عند بني سعد يرضع من السّيدة حليمة السّعديّة ما يقارب العامين، وقد كانت تذهب به بين الحين والآخر إلى أمّه في مكّة حتّى تراه، وبعد الفطام ذهبت حليمة بالنّبي إلى أمّه لترجوها أن يبقى عندها مدّة أخرى لما وجدت من البركة والخير ببقائه، فوافقت أمّه على ذلك، فبقي سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام مدّة أخرى في البادية، ثمّ رجع بعد ذلك إلى مكّة المكرّمة وبقي في كنف أمّه، ثمّ في كنف جدّه عبد المطلب، ثمّ كفله عمّه أبو طالب.
هناك أيضاً مرضعتان لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هما ثويبة مولاة عمه أبي لهب، وأخرى من بني سعد أرضعت عمه حمزة، فأصبح أخاه بالرضاعة.
المقالات المتعلقة بمن هن مرضعات الرسول