من مكتشف طبيعة الضوء المتماوجة

من مكتشف طبيعة الضوء المتماوجة

الضوء هو ما ينير العالم من حولنا، وهو من الأمور المهمّة جداً في حياة الإنسان، والتي لا يمكن الاستغناء عنها أبداً، فالضوء هو الّذي ينير الطريق أمام الإنسان ليشقّه بنجاح ودون الارتطام بأيٍّ من الأشياء التي من الممكن أن تعترضه، وهو الوسيلة التي تمكّن الإنسان من رؤية أماكن الأشياء التي يريدها ويحتاجها، والأهم من ذلك أنّ الضوء يمكّنه من رؤية الأشخاص الّذين يحبهم ليتواصل معهم، كما يمكّن الإنسان من إتمام أعماله والمهام الموكلة إليه، ويمكّن الطلاب من إتمام دراستهم؛ فالضوء هو عين الطلاب الثالثة التي تساعدهم في إنجاز واجباتهم الدراسية على أكمل وجه، فلولا الضوء لاستحالت الحياة على هذه الأرض.

ويحصل الإنسان على الضوء من عدّة مصادر، أبرزها وأهمّها هي الشمس، كما يمكن الحصول على الضوء من تحويل الطاقة الكهربائيّة إلى طاقة ضوئيّة كما في المصابيح الكهربائية، أو من خلال الاحتراق، كاحتراق المواد النفطيّة لتنتج طاقة ضوئية كما في المصابيح التي تعمل بالمواد النفطية.

الضوء

ومع أنّ الضوء من الأمور التي تعيش مع الإنسان ويتعامل معها في حياته بشكل يومي، إلّا أنّ الكثير من الناس يجهلون ما هو الضوء ويتساءلون عن طبيعته؛ فالضوء هو المسؤول عن حاسة الإبصار لدى الإنسان، كونه عبارة عن طاقة مشعّة، ويعتبر الضوء أحد الإشعاعات الكهرومغناطيسية، والتي يمكن للعين البشرية رؤيتها، ويسمّى الضوء المرئي والّذي يتراوح طوله الموجي بين 400 إلى 700 نانومتر، وتعريف الضوء المرئي هو مجموعة من الحزم الصغيرة جداً والتي تدعى "فوتونات"، يمكنها الانبعاث أو الامتصاص، ويمكن القول بأنّ الضوء يملك خاصيّة جسيمة وموجية في آن واحد، وتسمّى هذه الخاصية "ازدواجيّة موجة الجسيمات".

مكتشف خاصية الضوء الموجيّة

أمّا بالنسبة لخاصية الضوء الموجيّة فكان أوّل من اكتشفها وعرفها هو العلامة البريطاني "توماس يونغ"، المولود في تاريخ 13 يونيو 1773 في سومرست، ملفرتون، والمتوفّى بتاريخ 10 مايو 1829، ودفن في مقبرة القديس "جيلس" في فانبوروف، كنت، إنجلترا.

وكانت الفترة التي عاشها "يونغ" حافلةً بالإنجازات المهمّة التي جعلت منه شخصاً معروفاً حول العالم بغزارة علمه، لذا سمّوه بالعلّامة، ومن أبرز المجالات التي كان له دور كبير فيها، هي: فكّ رموز الهيروغليفية، وعلم المصريّات (وهو علم مختص بدراسة الآثار الفرعونية)، وعلم اللغة، وعلم الفيزيولوجيا، وميكانيكا المواد الصلبة، والتناغم الموسيقي، والطاقة، وحاسّة البصر والضوء.

وكان لـ"يونغ" بالغ الأثر في مجال الضوء؛ إذ عمل على إحياء النظريّة الموجيّة التي كان قد وضعها قبله "أوغسطين جان فرينيل"، واستطاع برهنة هذه النظرية في القرن التاسع عشر عندما أحضر شعاعاً ضوئياً وعمل على تمريره من خلال فتحتين صغيرتين ليصل إلى شاشة في الجهة المقابلة، فرآى أنّ الضوء عندما يخرج من هاتين الفتحتين فإنّه يمتزج مع الضوء المحيط به، وتصبح الشاشة ممتلئةً بخطوط مضيئة ومعتمة، والتي سمّيت بالأهداب، وهذه كانت النتيجة التي توقعها "يونغ"؛ بحيث إنّ الأهداب المضيئة تنتج من تلاقي قمّتين أو قاعين لموجتين مختلفتين، لتشكّلا تداخلاً بنّاءً، بينما الأهداب المعتمة نتجت من تداخل قمة مع قاع لموجتين مختلفتين، لتشكلّان معاً تداخلاً هدّاماً، فلو كان الضوء ذا طبيعة غير موجيّة لوصل إلى الشاشة على شكل نقطتين مضيئتين وضيّقتين، تخرج كل منهما من إحدى الفتحتين.

المقالات المتعلقة بمن مكتشف طبيعة الضوء المتماوجة