من أين جاء إسم ليبيا

تعتبر ليبيا دولة من الدول الاستراتيجية التي تتمركز في شمال القارة الأفريقية والتي تطل على البحر الأبيض المتوسط، ومن هنا وبسبب عوامل أخرى عديدة اكتسبت هذه الدولة أهمية مضاعفة جعلتها دول هامة على المستوى العربي، أو الإسلامي، أو الأفريقي، تشترك ليبيا في حدودها مع دول عدة هي مصر من شرقها، والجزائر من غربها، وتونس من شمالها الغربي، والتشاد والنيجر من جنوبها، والسودان من جنوبها الشرقي.

ليبيا عضو أساسي في العديد من المنظمات الدولية الهامة منها الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، واتحاد المغرب العربي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة الدول المصدرة للنفط. اللغة العربية هي اللغة الرسمية في هذه الدولة، وقد استقلت في العاشر من شهر فبراير من العام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعةٍ وأربعين، ويقدر عدد سكان هذه الدولة بنحو ستة ملايين وسبعمئة وأربعة وثلاثين نسمة تقريباً، أمّا مساحتها فتقدر بحوالي المليون وسبعمئة وستين ألف نسمة تقريباً.

يدور سؤال في خلد العديدين وهو من أين اكتسبت ليبيا هذا الاسم؟ في الحقيقة فإنّ اسم ليبيا ليس اسماً جديداً، بل هو اسم قديم، إذ يعود إلى التاريخ القديم لهذه الأرض، فقد كانت قبيلة الليبو تعيش بالقرب من الأراضي المصرية، وقد كان اسم الليبو مستعملاً من قبل المصريين للدلالة على هذه القبيلة، ومن الجدير ذكره أن هذا الاسم قد ورد في النصوص المصرية القديمة التي تعود إلى عهد الملك مرنبتاح والذي ينتمي إلى القرن الثالث عشر قبل ميلاد المسيح.

اشتهر هذا الاسم بين الإغريق الذين أخذوه عن المصريين، إلّا أنّهم لم يستعملوه استعمال المصريين، فقد أطلقوه على كل القبائل والشعوب التي تعيش في شمال القارة الأفريقية إلى الجهة الغربية من مصر، وقد ورد هذا الأمر عن هيرودوت المؤرخ الإغريقي الذي ينتمي إلى القرن الخامس قبل ميلاد السيد المسيح، وفي وقت لاحق وتحديداً في الفترة ما بين القرنين الثامن والعاشر قبل الميلاد، استطاعت بعض القبائل أن تدخل إلى مصر وأن تستولي عليها، وأن تؤسّس فيها الأسرة التي عرفت تاريخياً بالأسرة الثانية والعشرين، وقد استطاع الملك المؤسس الذي يطلق عليه اسم شيشنق الأول أن يقوم بتوحيد الأراضي المصرية، لا بل فعل ما هو أكبر من ذلك، فقد وصل إلى الأراضي الفلسطينية، وسيطر على العديد من المدن، واغتنم كميات كبيرة من الغنائم أيضاً.

امتاز الأفراد الذين ينتمون إلى قبائل الليبو ببشرتهم البيضاء، وشعرهم الأحمر، وعيونهم الزرقاء، كما أنّهم كانوا يرتدون النقبة ذات الطول القصير وفوقها رداءً طويلاً عليه العديد من الرسومات، وقد كانوا يتركون واحداً من الأكتاف عارياً، أمّا أيديهم فقد كانت مزينة بالوشوم.