تنقسم صحة الفرد إلى جزأين: صحةٍ جسديةٍ وصحةٍ نفسيّةٍ، وتعرّف الصحة الجسدية بأنها هي التي تختص بسلامة أعضاء الجسم والتأكد من قيامها بوظائفها على أكمل وجه، بينما اختلفت التعريفات للصحة النفسيّة؛ نظراً لتغير القيم والمفاهيم والسلوكيات التي تتدخل في وضع التعريف، ويمكن تلخيص التعريف بتحقيق التوازن النفسي الذي يشعر به الشخص، وبالتالي التعايش مع المجتمع بسكينة وطمأنينة.
وتكمّل الصحة النفسيّة والصحة الجسدية بعضهما البعض للمحافظة على سلامة الجسم بشكلٍ كاملٍ، حيث إنّ الصحة الجسدية تؤثر في نفسيّة الفرد، كما أنّ الأمراض النفسيّة تسبب الأمراض الجسدية.
تطور النظرة للأمراض النفسيّةلقد كان الصينيون والفراعنة القدماء يعتقدون أنّ الأمراض النفسيّة سببها حلول الشياطين والأرواح الشريرة في المصاب، فلجؤوا إلى استخدام السحر والشعوذة والأدعية والصلوات لطرد هذه الشياطين والأرواح وإعادة التوازن النفسي للشخص، بينما كان ينظر هيبوقراط إلى الأمراض النفسيّة على أنها أمراض لها علاقةٌ بالدماغ، وفي العهد الروماني استطاع الأطباء التوصل إلى أنّ الأمراض النفسيّة ترتبط بالصدمات العاطفية فلجؤوا إلى الاستجمام وممارسة النشاطات الاجتماعية في العلاج.
شهد الاهتمام بالصحة النفسيّة في العصور الوسطى أوجه، فقد أدرك العلماء المسلمون في ذلك الوقت أهمية الصحة النفسيّة، وانتشرت دور الرعاية النفسيّة في دمشق وبغداد والقاهرة، بينما كانت الدول الأوروبية تغط في سباتٍ عميقٍ من الجهل فكانوا يعالجون الأمراض النفسيّة بحرق المصابين وضربهم وتعذيبهم؛ ظناً منهم أن الأمراض النفسيّة تعود إلى مس الشياطين نتيجة العصيان والتمرد، واستمر الوضع كذلك إلى أنْ جاء فيليب بينل الذي ألف كتاباً حول طريقة التعامل مع المرضى النفسيين.
مقومات الصحة النفسيّةتمتلك الصحة النفسيّة عدة مقومات تجعل الشخص يتمتّع بصحةٍ نفسيّةٍ سليمةٍ، ومن هذه المقومات:
المقالات المتعلقة بمقومات الصحة النفسية ومجالاتها