تُعنى الفيزياء بتقديم القوانين النظرية والتفسيرات العلمية لبقية العلوم الأخرى؛ حيث يتمّ توظيف تلك البراهين في الكيمياء، والطب، والهندسة، والأحياء، وحيثما تزدهر الفيزياء وتتطور يزدهرالتقدم الحضاري والمدني؛ فإذا ما ألقينا نظرةً سريعةً حولنا سنرى العديد من الأجهزة والأنظمة التي تُسيّرها الفيزياء وتحكمها، مثل الرادار، والتلفاز، والهاتف النقّال، والميكروويف، وجهاز الحاسوب، وعدسات النّظارات والمنظار والتلسكوب، ولا يخفى علينا الدور المُهمّ الذي تلعبه أجهزة التشخيص الطبيّ مثل أشعة(X)، والتصوير بالرنين المغناطيسيّ.
تعتمد الفيزياء في الأساس على التجربة والخطأ، أو ما يُسمّى بالمنهج التجريبيّ؛ بحيث تتعامل مع كمياتٍ يمكننا قياسها مثل الكتلة، والشحنة، والقوة، والمسافة ممّا يؤهلها لتفسير العديد من الظواهر الكونية كالبرق والرعد، والزلازل والبراكين، لذلك تُعتبر الفيزياء من أعرق العلوم واقدمها فقد ظهرت منذ العصور الوسطى وتميّزت كعلمٍ حديث في القرن السابع عشر.
تطوُّر علم الفيزياءفي القرن السابع عشر تمّ وضع أسس علم الفيزياء الحديث من قبل العالم فرانسيس بيكون، وجاليليو جاليلي، وإسحاق نيوتن، وبذلك تمّ فصل الفيزياء تماماً عن علم الفلسفة؛ حيث إنَّ الفلسفة والمنطق قد ساعدتا في تشكيل المبادىء الرئيسية للميكانيكا الكلاسيكية والتي بدورها تصف قوانين الحركة والقوى والطاقة، أمَّا في القرن الثامن عشر ومع وجود الثورة الصناعية فقد تطوّرت قوانين الحرارة، والطاقة، وعمل المحركات، وانتشر حينها ما يُعرف بالديناميكا الحراريّة والميكانيكا الإحصائية.
أمّا في القرن التاسع عشر، فقد تمّ وضع القوانين الأساسية للكهرومغناطيسية والطّبيعة الموجية للضوء، وكذلك حظيت الذرة وقوانين الإشعاع بنصيبٍ جيّد، ومع بدايات القرن العشرين، بدأت الميكانيكا الكلاسيكية تقف عاجزةً في وجه تفسير بعض قوانين الضوء وديناميكا الجسيمات الذرية، ثمّ توصل ألبرت أينشتاين إلى وضع نظرية النسبيّة الخاصة والتي تختص في وصف الأجسام المتحرّكة بسرعةٍ تُقارب سرعة الضوء.
من علماء الفيزياءالمقالات المتعلقة بمقال عن علم الفيزياء